يعتزم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون العمل على استعادة سيطرته على حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه، وذلك بعد نجاته من محاولة لعزله من منصبه قبل خمسة أشهر من الانتخابات التي من المتوقع أن يخسر فيها. وقال مكتب براون أمس إن الأخير سوف يبلغ أعضاء حزبه أنه لا يزال بإمكانهم تحقيق نصر تاريخي في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها العام الحالي. ونقل المكتب عن خطاب براون المزمع إلقاؤه (نستطيع أن نهزمهم، ويجب أن نهزمهم، وسوف نهزمهم)، مضيفا أن براون سيقدم لأعضاء حزبه تفاصيل إستراتيجيته للانتخابات المقبلة. وتظهر آخر استطلاعات الرأي تفوق حزب المحافظين المعارض الذي يتزعمه ديفد كاميرون، على حزب براون بنحو 10%، ومع تدني الشعبية دعا وزيران بريطانيان سابقان الأسبوع الماضي إلى إجراء اقتراع سري حول زعامة براون للحزب. لكن رئيس الوزراء اعتبر تلك الدعوة (شكلا من أشكال السخف)، وتعهد بأن يخدم ولاية كاملة إذا ما أُعيد انتخاب حزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة. وكان الوزيران السابقان جيفري هون وباتريشيا هيويت وجها رسائل إلى نواب حزب العمال تحثهم على إجراء اقتراع سري على الزعامة لإنهاء الانقسام العميق حول هذه القضية. وكشف براون أنه استعان بسلفه توني بلير للحصول على المشورة، وبقي على اتصال معه للاستفادة من خبرته كونه خدم نحو عشر سنوات. في غضون ذلك، شن الأمين العام السابق لحزب العمال خلال الفترة بين عامي 2005 و2007 بيتر وات هجوما جديدا على براون، وشكك في إمكانية فوز الحزب بالانتخابات العامة المقبلة في ظل زعامته. وقال إن براون أهدر 1.2 مليون جنيه إسترليني عام 2007 للإعداد لانتخابات لم يدع إليها، وحوّل داوننغ ستريت إلى فوضى منذ تسلمه السلطة في العام نفسه.