قال مرشح حزب المؤتمر الشعبي المعارض لرئاسة السودان عبدالله دينق نيال إن ترشيحه مثل مفاجأة لأهل السودان بأن يكون المرشح لأرفع منصب من جنوب البلاد. وأشار نيال في تصريحات بعد ترشيحه، إلى أن ترشيحه كان من المفترض أن يكون عاديا (لكن سلطان العادة أن الناس في السودان لا يرون رئاسة الجمهورية إلا في جماعة بعينها واتجاه محدد). وأكد أن حزب المؤتمر الشعبي أراد أن يكسر هذه العادة ويتجه جنوبا هذه المرة. وكان الأمين العام للحزب حسن الترابي أعلن في مؤتمر صحفي السبت ترشيح الحزب رسميا لنيال وهو جنوبي مسلم لرئاسة السودان في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، موضحا أن ترشيحه جاء وفق رؤية جماهير الحزب المنتشرة في جميع أنحاء البلاد, مشيرا إلى أن ذلك يعد تعبيرا لمخاطبة وجدان قطاع كبير من الجنوبيين والشماليين. وأوضح نيال أن الترشح لمنصب رئيس البلاد متاح لجميع السودانيين بغض النظر عن أي اعتبارات، موضحا أن ترشيحه يمكن أن يساعد الجنوبيين في الوصول لأعلى منصب في الدولة عبر الممارسة السياسية الديمقراطية. وأكد أنه بعد سنوات من الحرب لم توفر أهم اتفاقية للسلام للجنوبيين سوى منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية. من جهته رحب فتحي شيلا الناطق باسم حزب المؤتمر الوطني -الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم- بترشيح نيال لرئاسة الجمهورية، معتبرا أن من حق أي مواطن سوداني سواء كان من الجنوب أو الشمال أو الغرب أو الشرق الترشح للرئاسة. وأضاف أن من حق أي جنوبي الترشح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن دينه، مشيرا إلى أن ترشيح نيال متاح في إطار ممارسة الديمقراطية الكاملة في انتخابات حرة ونزيهة، مؤكدا أن الانتخابات تمثل إرادة الشعب السوداني وهو الذي يحدد من يترأسه. بدوره أبدى يان ماثيو الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان -الشريك الثاني في الإئتلاف الحاكم- ترحيب الحركة بأي مرشح للرئاسة بغض النظر عن شكله أو دينه أو لونه. وأضاف أن أي شخص مؤهل يمكنه الترشح لرئاسة الجمهورية بشرط أن تكون مرجعيته المصلحة السياسية والاقتصادية للشعب السوداني. وأعلن أن الحركة ستعلن عن مرشحها للرئاسة في اجتماع يعقده مكتبها السياسي في السابع من الشهر الجاري، لكنه لم يكشف عن شخصية المرشح وقال إنه قد يكون امرأة أو من جنوب السودان أو وسطه أو شرقه أو غربه. يذكر أن نيال من مواليد منطقة بور بجنوب السودان وهي نفس المنطقة التي ينحدر منها جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي وقع اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية عام 2005 بعد عشرين عاما من الحرب الأهلية بالجنوب. وقد عمل نيال أستاذا بجامعة جوبا عام 1985، وكان أول وزير للإرشاد والأوقاف في حكومة الرئيس عمر البشير عام 1989، وشغل كذلك منصب وزير السلام وإعادة التعمير، ثم عين واليا لولاية النيل الأبيض عام 1994، قبل الخلاف بين البشير والترابي عام 1999 وتكوين الأخير حزب المؤتمر الشعبي الذي يشغل نيال حاليا منصب نائب الأمين العام له.