شؤون المرأة العامة وشجونها كثيرة ..وعوائق العمل التي تتعرض لها في مسيرة العمل اليومية عديدة.. بين الوطن والوطنية وواجباتها ..بين الأسرة واحتياجاتها ومسؤولياتها وبين العمل ومتطلباته ومسؤولياته ..تقف المرأة العاملة حائرة ..وأحيانا عاجزة!!. والمعلمة إحدى صور الكفاح وأيضا المعاناة لمشكلات العمل الأنثوي ! تتعرض لما لا تتعرض له عاملة أخرى!! فهي التي قد تقطع مئات الكيلو مترات لتصل إلى مدرستها ..في قرية بعيدة أو مدينة مجاورة ..وهي التي قد تضطر إلى حزم أمتعتها أسبوعيا لتنتقل إلى حيث مقر عملها..في مدينة أخرى تاركة خلفها أسرة وبيتا!!. عملها لا يتوقف بمجرد الخروج من بوابة المدرسة بل يتواصل ..يمتد ..يستمر حتى داخل منزلها.. مع دفاترها وسجلاتها ودفاتر الطالبات، تبقى على تواصل مستمر بمهام وأعباء عملها..ويزيد من شجونها ومعاناتها (المواصلات)!!. المواصلات هي عصا السنديان التي تطرق رأسها ليل نهار لتزيدها هموما وإرهاقا ..كم سمعنا عن حوادث السير التي راحت المعلمات ضحايا لها..وكم في كشوفات الحضور والغياب في المدارس والإدارات من دلائل تؤكد تأثر العاملات وعملهن بالمواصلات..ومن هنا تنبثق الحاجة لإدارات متفهمة تقيم الظروف وتزنها تدرسها وتضع الحلول لها..ادارة تربوية وتعليمية (إنسانية) تخطط ، وتتحرك ، وتدير بعقلها وقلبها في آن واحد ..إدارة تتحسس مواطن أعباء العاملات ومشكلاتهن تماما كما تتحسس احتياجات العمل ومتطلباته.. المرأة العامة بحاجة إلى ادارة واعية، تتفهم ظروفها.. وتسعى بكل طاقتها للتوفيق بين احتياجات العمل وحاجة العاملات.. هذا ما نريده ..وهذا ما نأمله.. ومن هذا المنطلق أسعدني كثيراً ما قرأته عن الموقف الانساني لكل من سعادة مدير عام التربية والتعليم للبنات بجدة أ. عبدالكريم الحقيل الذي تفهم ظروف معلمة قويزة شموخ العروي فمنحها اجازة استثنائية لمدة خمسة أيام .وموقف سعادة مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة مكةالمكرمة أ. حامد بن جابر السلمي حين تفهم ظروف احدى معلمات مكةالمكرمة المعلمة (أم سيف) التي تسكن في جدة وكانت احدى المتضررات من سيولها..تفهم وضعها الحالي ووجودها مع اطفالها في شقة مفروشة مع وعد برفع تقرير كامل عن حالتها وظروفها إلى سعادة نائبة الوزير لتعليم البنات الدكتورة (نورة الفايز) لتوجيه ما تراه مناسباً حيال ظروفها. بالفعل هو موقف إنساني..وهذه هي الإدارة الواعية..التي نريدها ونحتاجها..ادارة تتفهم الواقع والظروف ..تماما كما تفهم المتطلبات ..تلبي احتياجات العاملات بنفس القدر الذي تلبي فيه حاجة العمل أمثال هؤلاء المديرين هو ما نريد..وفي كل إدارة..نريد مديراً (إنسان) يتعامل بإنسانية وضمير..مديراً يحمل قلباً يتعايش تماما كما يملك عقلاً به يدير ..نريد مديراً يعي الحدث ..يفهم ويتفهم ليصدر قرارات تحمل كل الألوان الإدارية والإنسانية يكيف الألوان ليحقق بينها انسجاما وتجانسا يفرز قرارات من شأنها أن تكفل النجاح للعمل وتحقق الاستقرار النفسي للعاملين والعاملات.. يتعامل مع الأنظمة ..يطبقها ولكن أيضاً يطوعها ويكيفها ..وفق حاجة المجتمع ومستجداته.. المدير الناجح هو ذاك المدير الذي يتصف ب (المرونة) لا الرتابة ..يطوع القانون الإداري وضوابطه لتخدم منسوبي الإدارة ومنسوباتها ..وهذا ما نريده..نحن بالفعل نريد تنفيذ الأنظمة والضوابط العملية العادلة.. ولكن ، نحن أيضا نحتاج ادارة متفهمة واعية تعي معنى العدالة في العمل والإدارة ومعنى عدالة التعامل مع الظروف المستجدة.. هذا ما نريده..لا سيما في الإدارات التي تعمل فيها النساء، ومن القلب أجمل تحية لكل مدير واع.. وتحية خاصة لمدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة مكةالمكرمة أ. حامد جابر السلمي ..ومدير عام التربية والتعليم للبنات بمحافظة جدة أ. عبدالكريم الحقيل ..على هذه الرؤية ..وهذه الخطوة الإنسانية في قرارهما الإداري .