اتخذت تداعيات مجزرة ماغويندناو جنوب الفلبين منحى جديدا مع اتهام زعماء محليين مقربين من الحكومة بالتمرد بعد العثور على مزيد من مخابئ السلاح، وسط أنباء عن مغادرة بعض الأسر منازلها تحسبا لوقوع مواجهات مسلحة.فقد أعلن وزير العدل آغنيس ديفانديرا الأحد أن أفراد عائلة أمباتوان وأنصارهم المعتقلين على خلفية مجزرة ماغويندناو التي راح ضحيتها 57 شخصا، سيواجهون تهما ترقى إلى مستوى التمرد المسلح. وأوضح الوزير أن ما وقع في ماغويندناو لا يعتبر فوضى عادية أو حدثا عارضا محلي الطابع بل محاولة للاستيلاء على السلطة بواسطة السلاح، في إشارة إلى عمدة المقاطعة أندال أمباتوان وولديه آندال وزالدي اللذين يشغلان مناصب رسمية بالمقاطعة ومئات من عناصر المليشيا المسلحة التابعة للأسرة. وكانت قوات خاصة اعتقلت آندال وولده زالدي أمس السبت بناء على أوامر التحقيق بالمجزرة، علما بأن الابن كان قد سلم نفسه للسلطات قبل أسبوع ووجهت له تهمة التخطيط والمشاركة في تنفيذ المجزرة التي استهدفت موكبا يضم زوجة وأقارب خصم سياسي لآل أمباتوان بالانتخابات العامة المقبلة. وتواصل السلطات المعنية تطبيق قانون الطوارئ في المقاطعة بعد ورود تهديدات بالتعرض لقوى الأمن والجيش في ماغويندناو في حال اعتقال زعماء أسرة أمباتوان.على الصعيد الميداني، عزز الجيش وقوات الأمن وجودهما بالمقاطعة كما عثر على مزيد من الأسلحة والذخائر بكميات كبيرة في مستودع تعود ملكيته لآندال الابن عمدة إحدى البلدات التابعة لمقاطعة ماغويندناو. وقالت مصادر حكومية إن النيابة العامة وجدت بهذه الكميات الضخمة من الأسلحة المخبأة دليلا كافيا على وجود مخطط للتمرد المسلح ضد الحكومة، في وقت أكدت المصادر الأمنية استمرار الملاحقات الأمنية ومداهمة المنازل بحثا عن أعضاء المليشيا المسلحين المتهمين بالمشاركة في تنفيذ المجزرة. وفي هذا الإطار، قالت الأجهزة الأمنية إنها اعتقلت 32 شخصا أمس بينهم عشرون من عناصر المليشيا الموالية لآل أمباتوان بعد مداهمة المستودع الذي تم فيه العثور على مخابئ الأسلحة. في الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية محلية أن عشرات الأسر بالقرى والبلدات التابعة لمقاطعة ماغويندناو غادروا منازلهم تحسبا لوقوع مواجهات مسلحة بين الجيش والمسلحين الموالين لأسرة أمباتوان.وتحدث شهود عيان عن حشود لأنصار أمباتوان وأسرته بمناطق متفرقة من المقاطعة، وذلك استعدادا للرد على الحكومة التي أمرت باعتقاله. وتعتبر بلدة شريف أغواك التي تحولت إلى شبه ثكنة عسكرية معقل أسرة أمباتوان التي حكمت المقاطعة بدعم من الائتلاف الحاكم بزعامة الرئيسة غلوريا أورويو منذ العام 2001، مقابل تقديم الدعم لها في مواجهة الجماعات الإسلامية المنادية بانفصال الجنوب المسلم عن مانيلا. وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مقتل شخص وجرح ثمانية آخرين في تفجير استهدف مركزا للشرطة بجزيرة جولو جنوب البلاد، وأسفر عن تدمير مبنى مجاور يستخدمه العاملون في برنامج للأمم المتحدة.