رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساعي منظمة التحرير الفلسطينية لترسيم حدود الدولة الفلسطينية عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي. وقال القيادي بحماس صلاح البردويل إن (حماس عندما دخلت وثيقة الوفاق الوطني وقبلت بمبدأ الدولة الفلسطينية على حدود 1967 بما في ذلك الجزء الشرقي من القدسالمحتلة كان ذلك على مبدأ الاحتفاظ بعدم الاعتراف بإسرائيل). وأضاف (نحن لا نؤمن بحل الدولتين ولا نؤمن بالدولة الفلسطينية ولا نؤمن بالدولة الأخرى التي أقيمت على أرض فلسطينية ولا نعترف بها، ولذلك فترسيم الحدود عملية من دون معنى وليس لها أي رصيد، ولا حقيقة على الأرض). ورأى البردويل أن المجتمع الدولي (غير جاد) في التعاطي مع هذا الخيار, واتهم الإدارة الأميركية بالتواطؤ مع إسرائيل. في هذه الأثناء بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية حملة دبلوماسية أوروبية للترويج لوثيقة سويدية تقترح إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وقال وزير الخارجية بحكومة تسيير الأعمال رياض المالكي إن السلطة الفلسطينية تضع اعتماد الوثيقة السويدية في الاتحاد الأوروبي أولوية لها وتعمل على ذلك على مستوى اتصالات الرئيس ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية والسفارات. وتوقع المالكي في تصريحات نقلتها صحيفة الأيام الفلسطينية ألا تحظى الوثيقة بإجماع كل الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (لأنها منقسمة فيما بينها فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي). وأشار إلى أن الخطوة الأهم بعد إقناع الأوروبيين هي ترجمة ذلك في صيغة قرار لمجلس الأمن الدولي. بدورها دعت دائرة شؤون المغتربين بمنظمة التحرير الفلسطينية الجاليات الفلسطينية بأوروبا إلى تنظيم اعتصام أو حضور جماهيري في بروكسل على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سيبحث اعتماد الاقتراح السويدي. ويأتي التحرك الفلسطيني في مواجهة حملة إسرائيلية موازية تهدف إلى إقناع الأوروبيين بعدم تبني هذه الصيغة واعتماد صيغة أقل وضوحا, وذلك قبيل الاجتماع الوزاري الأوروبي المقرر يوم غد الاثنين. وقبل يومين حذر مركز دراسات مقرب من الحكومة الإسرائيلية من قبول المقترح السويدي, وقال إنه (يهدد بإغلاق نصف المدينة أمام غير المسلمين). وقال مركز (المشروع الإسرائيلي) إن الاقتراح يمكن أن يحظى بالتأييد في اجتماع الوزراء الأوروبيين في إطار (محاولة للقيام بدور أكبر في حل الصراع). واتهم مركز الدراسات الإسرائيلي السويد وهي الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ووزير خارجيتها كارل بيلت بالعمل على تهميش سياسة الاتحاد الأوروبي (الأكثر توازنا). وتوترت العلاقات مؤخرا بين إسرائيل والسويد بسبب ما عدته إسرائيل معاداة للسامية في الصحف السويدية, ورفضت إسرائيل السماح لوزير سويدي بزيارة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.