الإنسان يرقى ويعلو بأخلاقه ويتعلم ويدرك بعقله ويحافظ على نفسه ويحقق كل ما يتمناه بتفكيره ولكن بعض من الناس يصر على الخطأ والتمادي فيه فنجد منهم سلوكيات غير مقبولة تماماً من أهمها التصرف في كل ما يحلو للفرد ويريده وفق مزاجه وأهوائه وكأن ليس في الدنيا إلا هو وأن الآخرين لا مكانة أو وجود لهم في ظنه فالبعض يستهتر باتباع وتطبيق الأنظمة المتعارف عليها اجتماعياً ولا سيما التي لا عقوبة لها ولكنها موجودة في المجتمع منها الجلوس والسير في الطرقات وقيادة المركبات وآداب الحديث ومع من هم أكبر وأصغر منهم ، فلو سألت أي منهم لِمَ تقف في مكان لا يسمح بالوقوف فيه أو لِمَ تجاوزت غيرك بدون أن يكون لك الأولوية فبدلاً من أن يعتذر ويتأسف يقول (كيفي) وقد يتفوه عليك بألفاظ نابية لا تليق وهذه الأفعال الغريبة الدائمة الحدوث تلقاها من الشباب وصغار السن والمعتادين على الفوضى، لما لا يعنيهم إلا أنفسهم ، معلم الأمة وسيد الكون نبي الرحمة والخلق العظيم يقول عليه الصلاة والسلام : (ليس منا من لم يوقر كبيره ويعطف على صغيره) انها معانٍ تحمل في كيانها دروساً ومناهج وآداباً تحكم مجتمعنا الإسلامي لو طبقت والتزم الجميع بتنفيذها لتغير السلوك الخاطىء والعشوائي (والحاروي) كما يسميه الكثيرون مع العلم بأن للحارة كيانها الخاص الذي ينم عن أخلاق أبناء أهلها الذين يعرفون بالنخوة ومساعدة المحتاجين والعطف على الأرامل وكبار السن وقضاء حوائجهم هؤلاء كانوا أبناء الحي فالأحرى بهؤلاء المشاغبين أن يُعرفوا بالسفهاء وعلى العقلاء من كبار السن وذويهم وللأهمية ضرورة إيجاد طريقة للتعامل معهم واخضاعهم لاحترام المجتمع ومن فيه بل ويلزم باتباع عاداته الحميدة واتباعها. لا نغالي ولا نعطي هذا الموضوع حجماً أكبر مما يستحق بل على العكس بهذا الفعل المنطقي والرادع لمثل هؤلا يتعلمون وغيرهم كيف يعيشون ويحترمون ويتعاملون مع غيرهم من البشر. فالأمم لا تبقى وتدوم إلا بأخلاقها واتباع ثقافتها والحفاظ على قيمها وحضارتها إنها عنوان كل أمة شريفة ودستورها كما أن حسن خلق المرء وطيب معاملته مع الآخرين تجعله مخلوقاً وإنسانا صالحاً وفعالاً في كل ما يحيط به وبعالمه الخاص به.