إن ما تشهده المشاعر المقدسة من مشاريع تنموية عملاقة قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتنفيذها بهدف توفير أقصى درجات الراحة التي تكفل لضيوف الرحمن أداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة ، وأبرزها مشروع منشأة الجمرات الذي تم الانتهاء منه ، وهو يعد باكورة تلك المشاريع التنموية العملاقة , التي سوف تسهم بشكل كبير في دعم إنجاح مواسم الحج المقبلة التي تعودنا على إنجاحها في السابق.. ولعلي هنا أورد بعض المقترحات التي قد تساعد على إنشاء عدة مشاريع تضيف الراحة والسكينة لحجاج بيت الله الحرام : أولا : تقسيم مشاعر عرفات ومنى ومزدلفة إلى مناطق مرتبطة ببعضها, بمعنى أن يتم تقسيم مشعر عرفات إلى ست مناطق تتسع كل منطقة لمليون حاج ، كما يتم تقسيم مشعري مزدلفة ومنى ، كل مشعر إلى ست مناطق أيضا ، بحيث يتنقل الحاج الموجود بمنطقة رقم (1) في عرفات إلى منطقة رقم (1) في مزدلفة ثم إلى منطقة رقم (1) في مشعر منى, على أن يتم إنشاء ستة طرق للمشاة ، يكون جزء منها ( متحركاً ) بواسطة (سيور كهربائية وقطارات معلقة) كما هو الحال في قطارات المشاعر ، لا يقل عرض الطريق الواحد منها عن 20 مترا ، وهذا سيحقق ايجابية جيدة حيث سيكون لدينا مسارات مشاة واسعة ، وتكون هذه الطرق مظللة ومكيفة بالمكيفات الصحراوية وبها الخدمات من مصليات ودورات مياه وبوفيهات وغيرها، وبذلك يصبح لدينا ست مناطق مستقلة بخدماتها وتنقلاتها ، وعدم تداخل حجاجها ، مما يسهل ضبطها وتنظيمها وتسيير أمورها. أما المقترح الثاني فهو يتعلق بتنويع مخارج النفرة, وأقترح أن يدرس تنفيذ الطريق الدائري في عرفات بحيث يكون كبري معلق ، ليتمكن من هم داخل المناطق الست المقترحة ( أولاً ) ، من النفرة من تحت هذا الكبرى، كما يكون الخروج من المناطق الست من جميع الجهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، وليس كما هو الحال الآن من جهة الغرب بكثافة. وثالث هذه المقترحات متعلق بدورات المياه والحمامات ، فهناك حاجة إلى إعادة تكوين الحمامات الموجودة في المشاعر الثلاثة عرفات ومزدلفة ومنى ، حيث تكون من ثلاثة طوابق ، على أن يخصص الطابق الأول للمعوقين وكبار السن ، والدور الثاني والثالث للشباب والقادرين، كما ستتم الاستفادة من تمديدات الصرف الصحي الموجودة حالياً بدرجة أكبر لتسهيل هذا الأمر ، حيث إن جميع الخدمات متصلة داخل هذه المنشأة المقترحة. والمقترح الرابع والأخير هو بناء سفوح الجبال ، حيث إن هذه الفكرة عرضت في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة برعاية ( مركز مبدعون ) وهو عرض رائع جدا على مصور عالي الجودة ، يوضح طريقة بناء الخيام على سفوح الجبال بطريقة حضارية. أخيرا أتمنى لو أن لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا حفظه الله أن تنظر إلى ما قد يفيد من هذه الأفكار والمقترحات.