يتلخص موضوعي هذا في نقطتين أو إن جاز التعبير انتقادين لكم هما: أولها: لماذا تكون النظرة الأولية للشخص لها الاولويه في الحكم عليه وتحديد العلاقة معه؟؟ لماذا لا نقترب من الشخص ونأخذ فكرة عامة عن ذاته الحسيه والفكرية؟؟ ثم نقرر الاستمرار من عدمه وليكون حكمنا مؤكداً علينا أن لا نكتفي بتعبير الإنسان الشفهي بل نزيد عليه بالمعايشة أو التعايش الحسي الملموس مع ذلك الإنسان (فالحديث عن القيم والنظريات سهل ولكن تطبيقه يحتاج نفساً جديرة أي أن تملك من الاراده الشيء الكثير مما يؤهلها للوصول إلى الرقي الذاتي) وبما أن الشيء بالشيء يذكر إليكم ما حدث لي مع إحدى صديقاتي وزميلاتي: في بداية هذا العام الدراسي ذهبت إلى الجامعه وفور دخولي وجدت إحدى زميلاتي فذهبت معها إلى قسم القبول والتسجيل لاستلام جدولي الدراسي فوجدت إحدى الإداريات التي كانت تؤدي دورا في هذه الجامعه منها خدمة الطالبات آلياً والأخرى مشرفة على الطالبات عندما يكون المحاضر (دكتور) فطلبت منها جدولي فطلبت مني اسمي ورقمي الأكاديمي الجامعي وفي أثناء طباعتها لذلك همست في أذني زميلتي قائلة: اطلب من ربي ان لا يجعلها في يوم مشرفه على إحدى المواد المسجلة لدي. سألتها على عجالةٍ من أمري لماذا؟؟ فأجابت مظهرها الخارجي لا يبعث على الراحة سألتها وفي وجهي علامة التعجب واضحة أهذا وهذا فقط السبب؟؟. أجابت نعم. وفي الأسبوع التالي بدأت الدراسة بشكل فعلي فشاء القدر أن تكون هي نفسها مشرفة لدي في إحدى المواد وبدافع تطبيق نظرية البحث عن الذات أولا سألتها عن مهنتها وكانت لبقة في الإجابة وبمرور الأيام توالت الأحاديث واللقاءات والمواقف معها واتضح لي أنها امرأة جديرة بالاحترام. أما ثانيهما: التشبث بالشخصية المثالية، لكل منا على الأرجح شخصية مثالية فقد تكون تلك الشخصية موجودة بالفعل في ارض الواقع أو من وحي الخيال بصفات ينسبها الشخص لتلك الشخصية وفقاً لاهتماماته وطموحه وليس في الكلام الآنف الذكر عيباً وليس الخطأ أيضا عندما يملك الإنسان الإرادة والعزيمة في تطوير ذاته والوصول إلى مستوى الشخصية المثالية التي لطالما طمح للقياس بمقياسها.ولكن العيب عندما يتحدث الشخص بلسان الشخصية المثالية أمام عامة الناس وعندما يخلو لنفسه تجد قناعاته وتصرفاته على النقيض من ذلك سؤالي لماذا إذا أنت موجود؟؟. اذكر ذلك لتنويه عن أولا: عقلك يميزك عن الآخرين فاستثمره لصالح ذاتك ومجتمعك. ثانياً: اختلاف ميولك واهتماماتك مع الآخرين لا يعني أن تلغي وجودهم وتقلل من احترامك لهم. ثالثاً:امتلاكك لنصف قناعة أو مبدأ في حياتك أفضل من العيش العشوائي المتذبذب. بثينة محمد صالح حبيب : جدة