إن ديننا الإسلامي يحثنا على الجماعة وعدم التفرقة وأكد على ذلك في تعاملاتنا اليومية فالصلاة مع الجماعة خير من الصلاة مفردة والموت مع الجماعة رحمة، والطعام إذا قدم لجماعة ولو كان قليلاً كفى وزاد، وقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يد الله مع الجماعة)، وله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يجمع أمتي)، أو قال: (أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة) والحديث صحيح كما في صحيح الجامع. وقد قرأت في أحد المواقع على شبكة الإنترنت معلومة اسطرها لكم مضمونها أن الله سبحانه وتعالى خلق الطيور فمنها التي تطير على هيئة أسراب تأخذ أحياناً في طيرانها الشكل رقم 7 ، وقد توصل العلماء إلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه يعطي رفعه إلى الأعلى للطائر الذي يليه مباشرة وعلى ذلك فإن الطيران على شكل رقم 7 يمكن سرب الطيور من قطع مسافات إضافية زيادة على المسافة التي يمكن أن يقطعها لو طار كل طائر بمفرده ،ومن هنا يتضح لنا أن مجموعة من الأفراد الذين يعملون في فريق واحد ويتخذون الوجهة نفسها يصلون إلى أهدافهم بصورة أسرع وأسهل فيتعاونون ويدعمون بعضهم بعضا وعندما يخرج واحد منهم عن مساره فإنه يواجه مقاومه شديدة، لذلك فإنه سرعان ما يرجع إلى الجماعة ليستفيد من القوة والحماية التي تمنحها إياه المجموعة. وهكذا فإن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وإذا ابتعد عن الجماعة قد لا يستطيع مقاومة التيار، وعندما يحس القائد بالتعب لأنه يتحمل العبء الأكبر من المقاومة فإنه ينسحب إلى الخلف ويترك القيادة لشخص آخر، وهكذا تتم عملية القيادة بالتناوب. إذا يعلمنا الطير أنه مما يجدر به التعاون في عملية القيادة والتناوب عليها من قبل الأكفاء خاصة عندما يكون العمل صعباً...أما أفراد الطيور الذين في المؤخرة فإنهم يواصلون الصياح أثناء الطيران لتشجيع الأفراد الذين في المقدمة للمحافظة على سرعة الطيران وهذه العبارات التشجيعية تساعد دائماً في تنشيط الذين يعملون في الخطوط الأمامية وتحثهم على التقدم دائماً بالرغم من الضغوط المستمرة. وللمعلومية فعندما يصاب أحد أفراد البط أو تصيبه رصاصة صياد فيتخلف عن السرب يقوم اثنان من الطيور بالانسحاب من السرب واللحاق به لحمايته ويبقيان معه حتى يتمكن من اللحاق بالمجموعة أو يموت فيلتحق الاثنان بسرب آخر. فما أجمل أن نطبق أخواني المطوفين هذه المعاني أثناء تأديتنا لأعمالنا... فكم ستتضاعف إنتاجيتنا ويتحسن أداؤنا لو طبقناها، فعملنا يحتاج إلى جماعة يحتاج إلى فريق عمل متكاتف ومتعاون حتى نقوم بخدمة ضيوف بيت الله الحرام الذي يعتبر الهدف الأساسي لعملنا، والذي من أجله قامت حكومتنا الرشيدة بتسخير كافة الإمكانيات لخدمتهم، وليس فقط الجماعة على مستوى مكتب خدمة يقوم بخدمة عدد معين من الحجاج بل يفضل أن يكون على مستوى مؤسسة كاملة ثم مؤسسات حتى نحقق جميعاً شعار خدمة الحاج شرف وأمانة ومسئولية.