مرت في الاسبوع الماضي الذكرى الثانية والتسعين على وعد (بلفور) الذي قطعته بريطانيا لليهود لاعطائهم فلسطين لتكون وطناً لهم الأمر الذي أدَّى الى تشريد أهلها الأصليين في الآفاق حتى اليوم. بينما تحتفل اسرائيل في كل عام بذكرى وعد وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور الذي قطعه لليهود عام 1917 وهو التاريخ الذي أعلنت فيه بريطانيا دعمها لقيام وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال رسالة بعثها (بلفور) الى اللورد (روتشيلد) من ابرز الزعماء اليهود البريطانيين، لتدفع بريطانيا بما لا تملك الى من لا يستحق وليصبح هذا العمل سُبة في تاريخ الحكم الاستعماري لفلسطين واعتداءً غير مسبوق على حقوق شعب يُعاقب ولم يرتكب اية جريمة. ولتمكن بريطانيا اليهود من فرض سيطرتهم على فلسطين وتحويل الوعد الى واقع بدأت حكومة الانتداب على فلسطين في تزويد اليهود بالسلاح ليواجهوا اية محاولة من الفلسطينيين تعيق سيطرتهم على فلسطين. في الوقت نفسه تتم محاكمة وسجن الفلسطيني لو ضبط لديه سلاح.. وهكذا مهد الاستعمار لقيام دولة اسرائيل لتكون مجمعاً لليهود الذين كانوا يعيشون في أوروبا ويشكلون خطراً على أمنها بسبب ما يرتكبونه من جرائم وقبل ان ينسحب الاستعمار من فلسطين حرص وسعى الى اعلان من الأممالمتحدة بالاعتراف بدولة اسرائيل. حيث سارعت كل من روسيا والولايات المتحدة بالاعتراف باسرائيل ليس هذا فحسب بل عمدت اسرائيل الى اعلان الحرب على الشعب الفلسطيني وبدأت في تدمير مدنه وقراه وقتله لتبث روح الرعب في نفس الفلسطينيين لتحمله على النزوح القسري لتحتل مزارعه ومساكنه وأراضيه لاسكان المهاجرين اليهود الذين أخذوا في التدفق بالآلاف على أرض طُرد أهلها الاصليون وشردوا في الآفاق ولتبقى مأساتهم ماثلة الى اليوم.