ضمن سعيها الدؤوب للريادة العلمية، تنظم جامعة الملك سعود ممثلة في وحدة الخلايا الجذعية المؤتمر الأول لأبحاث الخلايا الجذعية والترميم الطبي، بدءاً من اليوم السبت 19 ذو القعدة الجاري لمدة ثلاثة أيام في رحاب الجامعة في الرياض، بالتعاون مع الجامعة الوطنية الأسترالية وجامعة جنوب الدنمارك إلى جانب المركز الطبي في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي. وأكد الدكتور عبدالله بن محمد الدهمش رئيس وحدة الخلايا الجذعية في كلية الطب في جامعة الملك سعود رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن الجامعة تسعى لدخول سباق البحث الدؤوب عن تقنيات جديدة يتم عن طريقها تعويض التالف من أعضاء الجسم من دون أن يكون لهذه التقنيات السلبيات الموجودة في تقنية نقل الأعضاء. وقال (بعد ما تم حديثاً اكتشاف أن الجسم قادر على ترميم نفسه وتوفير خلايا جديدة كبديل للتالف أو المريض منها وذلك بفضل وجود نوع خاص من الخلايا تسمى بالخلايا الجذعية (Stem Cells)، أصبح هناك أمل كبير في الاستفادة من هذه الخلايا في تعويض التالف أو المفقود من أعضاء الجسم بشكل أسرع وعلى مستوى أكبر في حال تم التحكم في آلية عمل هذه الخلايا). وأوضح الدهمش بأن المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، استقطب عشرة باحثين على مستوى العالم من (أمريكا، إنجلترا، الدنمارك، الهند، وأستراليا) كمتحدثين رسميين في المؤتمر، إلى جانب عشرة باحثين من داخل المملكة يعد الأميز في هذا المجال. وأضاف (إن الجامعة تنظم معرضاً مصاحباً للمؤتمر للوقوف على أحدث ما توصلت له الأبحاث العلمية في هذا المجال، لافتاً إلى الفرصة أتيحت للطلاب المتميزين للمشاركة في هذا المعرض ببعض انتاجهم العلمي، بعد دخولهم في منافسة تم اختيار الأبرز منهم). وأكد الدكتور عبدالله رئيس وحدة أبحاث الخلايا الجذعية، وأحد عناصر الجامعة المتجددة، الذي يوجه ابحاثه واهتماماته إلى النهوض بالوحدة وتنوع ابحاثها بما يتواكب مع المستجدات العالمية في هذا المجال، بأنهم تلقوا سيلاً من الطلبات للمشاركة العلمية في المؤتمر، ولكن بعد العرض على لجان التحكيم العلمية للمؤتمر اكتفوا ب20 بحثاً تعد الأرفع بين المشاركين، موضحاً أن عدد الحضور سيبلغ نحو 500 متخصص ومهتم بأبحاث الخلايا الجذعية، وأن ساعات حضور المؤتمر تم اعتمادها من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بمعدل 18 ساعة للعاملين في القطاع الصحي بشكل عام. وشدد الدهمش على أن الآمال معقودة على الأبحاث في مجال الخلايا الجذعية في علاج الكثير من الأمراض، خصوصا في ثلاثة مجالات حيوية تستخدام الخلايا الجذعية في علاجها، وهي: أمراض القلب والشرايين، داء السكر، علاج الحروق، متوقعا أن يكون للخلايا الجذعية دور رائد في علاجها مع تقدم البحث. وأشار إلى أن لأبحاث الخلايا الجذعية من خلال تقنية نقل الأعضاء دوراً كبيراً وفعالاً، وتعد نقلة نوعية في تاريخ الطب المعاصر، حيث يمكن استبدال أجزاء معطوبة بأخرى سليمة يتم الحصول عليها من متبرع سليم. وأنه أصبح لهذه التقنية اثر واضح في بث روح الحياة في مرضى كانوا يعدون في صفوف الموتى، مثل ذلك مرضى الفشل الكلوي. حيث ساعدتهم هذه التقنية على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.ولفت إلى أن العلاج عن طريق نقل الأعضاء وما يحمله من آمال كبيرة للكثيرين، ألا أنه يبقى قاصراً بحسب رأيه العلمي، وذلك بسبب أن جهاز المناعة في الجسم يعتبر أي جزء غريب يدخل للجسم جزءاً غير مرغوب فيه وينشط للتخلص منه، وهذا ما يسمى بالرفض المناعي، لذا يلجأ المريض لاستعمال أدوية معينة تعمل على تثبيط جهاز المناعة بعد عملية نقل الأعضاء، مع كون استخدامها له آثار جانبية كبيرة. وأضاف أن ندرة المتبرعين أيضا تؤثر سلباً على فعالية هذه التقنية، فمصادر الأعضاء محدودة بمتبرع يكون لديه الشجاعة للتبرع بأحد أعضائه أو متوفى دماغياً يسمح ذووه بنقل أعضائه . يذكر أن جامعة الملك سعود تحاول الدخول في الصفوف الأولى للسباق الأممي نحو البحث وتطوير العلوم، لذلك فهي تبذل كل جهد في هذا المنحى سواء كان بشرياً أو مالياً أو علمياً، فتعقد المؤتمر تلو المؤتمر والورش العلمية عقب الورش الأخرى، وحصيلتها أنها تقدمت للمركز الأول عربياً وإسلاميا لتحتل مركز 247 عالميا من بين جامعات العالم طبقا لتصنيف (تايمز كيو إس) البريطاني الذي أعلن أخيرا. شرح د. عبدالله الدهمش