يقرُ بالاجماع كل بني البشر على وجود صلات مشتركة تربطهم ببعضهم البعض وهذا أمر حتمي خلق من خلق وخالقهم سبحانه هو أعلم بشئونهم. ومن هذه الصلات والصفات المشتركة الرغبة في العمل. الحاجة للبحث والتعلم والسعي لاكتساب الخبرة ، وكل أبناء أبينا آدم عليه السلام لديهم رغبة تحتاج لتثقل بالتعلم ومدعومة بتوفر خبرة وتجربة فالرغبة نابعة من داخل الإنسان الذي يتكون من عقل وفكر وروح في جسد واحد يتميز عن غيره من مخلوقات الخالق العظيم بتواجدها فيه. لديه قدرة تحكم في سلوكه وتوجهه يستطيع أن يعي ويعرف كل ما يضره ويؤدي به للهلاك فيتجنب هذه الأخطار المدمرة ويسلك السبل التي تقوده إلى الأمن والأمان والاستقرار والعيش بسلام. وهذه إرادة الله فيه.خلقه وهيأة ومنحه من قدرته سبحانه ليكون معمراً لأرضه ويتفرغ لعبادته. فتفكير الإنسان يحيره وهذه الحيرة تجعله يبحث ويحاول التعرف حتى يصل إلى حقائق ما يود الاقتناع التام به وهذه هي مرحلة تعلم ومعرفة عن كل ما كان يجد ويبحث عليه في كيانه الإنساني وبتوجيه من الله سبحانه وتعالى وجد أن له عقلاً وأن هذا العقل يفكر ويستنبط ويصر على اكتشاف كل ما حوله ويخضعه عن طريق طموحاته ورغباته ليجعله تحت امرته وطوعه بل ولا يتوقف عن طلب المزيد من العلم والتعلم يسعى إلى تطوير طرقه السابقة التي أدت إلى التعرف على العلوم المتنوعة والمختلفة. لقد أصبح أكثر نضجاً وفهماً واستيعاباً لكل ما حوله وأصبحت لديه خبرة اكتسبت من خلال البحث والعمل والتجارب التي خاضها كي يتعرف على حقيقة الأمور. وعليه الاستمرار لينمي مداركه بزيادة رغباته وتوجيه قدراته وسلوكه ولتفتح له الآفاق العلمية ينبغي عليه أن يزداد من التجارب وتكرارها ولا تتوقف قدراته عند مدى أو زمن معين.