أوصى المشاركون في ملتقى المدينةالمنورة الثالث للتدريب الذي أقيم تحت عنوان «التدريب في العالم العربي.. رؤية متجددة» بتنمية الوعي المجتمعي باستثمار الفراغ في التدريب والتأهيل إلى جانب التأكيد على ضرورة التواصل فيما بين المشاركين على مستوى الأفراد والمؤسسات من أجل الاطلاع على الأنشطة التدريبية بصفة مستمرة، مشيراً إلى أن أزمتنا ليست أزمة تدريب في المقام الأول، ولكنها أزمة فكر تدريبي، لذلك لا بد من تركيز الحلول على الشمولية والتكامل الحقيقي في علاج القضية التدريبية.وشدد الملتقى الذي أقيم برعاية مجلس التدريب التقني والمهني بالمدينةالمنورة وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة على ضرورة استخدام نظام متطور في تحديد السمات الشخصية، ونماذج قياس الكفاءة وتحديد نظام دقيق للتعرف على المواهب، وجعلها شرطاً من شروط التعاقب الوظيفي. وطالب الملتقى بالتركيز على الحلول على الشمولية الحقيقية والتكامل في علاج القضايا التدريبية والتعليمية، إضافة لضرورة غربلة وصياغة وتغيير الأساليب التدريبية حتى تتناسب مع الاتجاه الذي ثبت نجاحه عالمياً ولا يتعارض مع قيمنا الإسلامية.وتطرق المشاركون في الملتقى إلى ضرورة التبني الحقيقي للقيادات الواعدة من قبل المؤسسات والهيئات وقياداتها العليا من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي وإزالة العقبات أمام قيادات الصف الثاني، إلى جانب توفير البيئة الصحية المناسبة والملائمة لعملية الارتقاء بمستوى التدريب، والعناية بمرحلة الطفولة ورصد السمات الشخصية لهم وانتقاء القادة والموهوبين وتبنيهم. وأوضح الملتقى بأنه لا بد أن يهتم القادة بصناعة قيادات تتوفر فيها المميزات التي تحقق مع البرامج التأهيلية الهدف المنشود، إلى جانب الاهتمام بتهيئة الظروف المناسبة والبيئة المريحة للمتدرب خلال البرامج التدريبية بدءاً من التنظيم والمادة العلمية وانتهاء بمكان التدريب. وأشار الملتقى بأن رسالة التدريب ومهنته الأولى هي بناء المفاهيم الإنسانية التي يحتاجها الإنسان ليملك بوصلة الاتجاه في عقله وقلبه، كما أوضح أن التدريب هو المرشح الأول ليكون الشريك الفاعل لبناء المهارات المطلوبة، والمعرفة المتخصصة، والقيم الإنسانية، ولا ينبغي أن يحصر في بناء المهارات .وشددت التوصيات على أهمية توجيه البرامج التدريبية لمعالجة الأزمات التي تمر بها الأمة بحيث يكون تدريباً مبنياً على القيم ومتوافقاً معها ويفعلها ويرسخها، وكذلك أهمية إنشاء مراكز تدريب داخل المؤسسات مما يعطي القوة الحقيقية المستدامة للمؤسسة مع الاستعانة بمدربين خارجيين، ورفع قدرات ومهارات المتدربين داخل المؤسسات وتزويدهم بكل ما هو حديث ومفيد بما يساعد على رفع وتحسين الأداء الوظيفي، والتأكيد على أن يكون هناك تخصصية في التدريب.ونبه المشاركون إلى أهمية عدم الاستعانة بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة إلا بعد معرفة دلالتها ومناسبتها للاستدلال في نفس الموضوع، مع ضرورة تبني شباب واعد في مختلف مجالات التدريب وإعدادهم بصورة مهنية واحترافية لتلبية الاحتياجات المستقبلية.ودعا الملتقى المختصين في مجالات القياس والتدريب في العالم العربي والإسلامي لتبني مقياس مبني على تراثنا الأصيل ويراعي تكوين الشخصية العربية والإسلامية، وتطرق إلى أهمية العمل الجاد في كل الأصعدة من أجل جعل المدينةالمنورة مركزاً تدريبياً عالمياً.وأوضح الأمين العام للملتقى الدكتور محمد درويش سلامة بأن الملتقى تضمن محاور عديدة مثل أهمية وجود نظرة قيادية لدى القيادات لتأهيل الموظفين إلى جانب طرق بناء وتصميم الخطط التطويرية الخاصة بتأهيل وتهيئة المرشحين لشغل تلك الوظائف التي تشمل الدورات التدريبية المتخصصة، وأساليب الإبداع الإداري وطرق بلوغ مستويات جديدة للأداء، وبناء مزايا تنافسية مستدامة، والارتقاء بعوائد رأس المال البشري.وبيّن بأن الملتقى شهد إقبال ومشاركة العديد من الجهات، مشيراً إلى أن مشاركة المتخصصين والخبراء ساهمت في إثراء النقاش وتقديم الورش التدريبية التي تضمن تطبيق المنظومة المتكاملة للتدريب.