على هامش حفل جمعية الثقافة والفنون الذي أقيم الأسبوع الماضي على مسرح ابرق الرغامة تحت رعاية الدكتور أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز , حيث كرم من خلاله عدداً من الرواد في مجال الشعر الغنائي والموسيقى والإعلام والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وكان من أبرزهم الشاعر الغنائي الكبير إبراهيم خفاجي والموسيقار الفنان جميل محمود والإعلامي البارز المخضرم حسين نجار وقد تحدث من خلال الحفل ل (الندوة) الفنان الموسيقار الكبير جميل محمود قائلاً لايكرم المرء في بيته إلا على واجبه الوطني تجاه بلده وشعبه وانما هي لمسة وفاء وتقدير لمن اخلصوا لهذا الوطن الغالي مهبط الوحي وأرض الرسالات هذا الوطن الذي تدين له بالعطاء ونتفانى في حبه وخدمته والاخلاص له مهما تعبنا وعانينا وسهرنا وذهبنا وعدنا فهو يستحق منا أكثر وأكثر حتى آخر رمق من حياتنا وسنورث هذا الحب والإخلاص والتفاني لأولادنا وأحفادنا نحن عندما خرجنا إلى هذه الحياة من بطون أمهاتنا وسرنا على هذه الأرض الطاهرة ولم نكن مبدعين كما يقال عنا ولم نعرف ماهو الإبداع ولم نطلق على أنفسنا هذا اللقب ولكن حب هذا الوطن وواجبه علينا وأننا ماخلقنا وسرنا على ترابه وتشرفنا بالانتماء إليه إلا أن نكون جنودا مخلصين له كل في مجاله وحينما وجدت نفسي بارعا في مجال الموسيقى وان لكل شعب لونه وخصوصيته التي يتميز بها عن غيره من الشعوب الأخرى سواء كان ذلك في مجال الشعر أو الغناء أو الموسيقى أو الأدب أو أي مجال من مجالات الحياة الأخرى وكانت الحياة في ذلك الوقت بسيطة وكان الإعلام مقتصراً على الإذاعات فقط ولم يكن للأغنية مجال تظهر من خلاله إلا الإذاعة أو الاسطوانات بعكس هذه الأيام الذي تنوعت فيه وساءل الإعلام من تلفزيونات وفضائيات وإذاعات وفيديو كليبات وأشرطة كاسيت وسيديهات وغيره فلو عطس شخص في أقصى الأرض سمعه الآخر في أدنى الأرض وكانت الأغنية العربية في ذلك الوقت مقتصرة على إذاعة صوت العرب وعلى عدد من الفنانين الغنائيين المصريين واللبنانيين أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم ونجاة الصغيرة وفايزة ووديع الصافي وصباح وهيام يونس وغيرهم . ولم يكن للأغنية السعودية انتشار خارج البلاد وكان الفنانون في ذلك الوقت قليلين جدا فكان لزاما علي وعلى بعض زملائي وكان على رأسهم الموسيقار عميد الفنانين الأستاذ طارق عبد الحكيم والأستاذ سمير الوادي رحمه الله أن نخرج بالأغنية السعودية خارج البلاد وان نسمعها للآخرين كواجب وطني علينا وماهي الافترة قصيرة ردد من خلالها معضم الفنانين العرب الألحان السعودية والكلمات السعودية أمثال وردة الجزائرية ووديع الصافي وصباح ونعيمة أبو خريص وسميرة توفيق وفهد بلان ورجاء أبو مليح وغيرهم من الفنانين الذين لايحضرني الان ذكر اسمائهم وفي منتصف الستينات خرجت الاغنية السعودية باصوات فنانين سعوديين أمثال طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وغيرهم مما جعلها منافسا قويا للأغنية المصرية واللبنانية وتعد الآن الأغنية السعودية من أوائل الأغنيات العربية في العالم . وعن ماوصلت إليه الأغنية العربية حاليا قال الأستاذ جميل محمود لا يصح إلا الصحيح وما نراه الآن على الساحة من غناء إنما هو غثاء كغثاء السيل فهذه الأغاني لا لون لها ولا طعم فهي ستأخذ وقتها وتنتهي ولعلها ألان في طريق الزوال فقد بدأت الآن الأذن والعين تمل هذه السخافات وأصبح ألان الكثير من الشباب يعودون للغناء الأصيل ومما زاد الأغنية العصرية الآن انتكاسا وتبذلا هو الفيديو كليب الذي أساء إليها أكثر من يفيدها بشيء فهو ضيع حلاوتها إذا كان لها حلاوة .