ألقى فضيلة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني مساء أمس الأول محاضرة بعنوان (مقومات صلاح البيوت) ضمن البرنامج الدعوي المصاحب لمعرض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً ) الحادي عشر وذلك في القاعة الرئيسة بمقر المعرض في مدينة نجران. وأوضح الدكتور القحطاني أن البيت هو المحصن الأول الذي تصاغ فيه الأجيال ، وتشكل فيه نفسيات الناس ، وعلى قدر صلاح البيت صلاح الأسر والمجتمعات وبالتالي صلاح الأمم . وقال: إن الإسلام عُني عناية فائقة بقضية الأسرة وحرص على بنائها البناء الصحيح الذي يؤدي إلى إستمراريتها ونجاحها ، ثم يساعد على أداء رسالتها في إخراج جيل متماسك ، وجيل صالح لأن التأثير الأساسي في الإنسان إنما يبدأ من البيت قال عليه الصلاة والسلام : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه). وأشار إلى أنه رغم كثرة المؤثرات الآن بعد زوال الحواجز بين الأمم والشعوب وبعد تعدد وسائل الاتصال إلا أن مسؤولية الوالدين لا تزال قائمة ولكنها أصبحت صعبة في ظل المؤثرات الأخرى التي قد تختطف هذا الجيل من يد الأب أو الأم وتفسده . بعد ذلك استعرض الشيخ القحطاني مقومات صلاح البيوت منها ما هو قبل الزواج ، ومقومات أثناء الحياة الزوجية تؤدي إلى بقاء هذه الأسرة متماسكة بعطائها ، وبذلها وبإنتاجها ، أولها عدم استعجال الشاب للزواج بل يبدأ بتأسيس نفسه ، ويصرف جل وقته وتفكيره للتحصيل العلمي ، ثم يبحث عن التأهيل العملي فإذا تحقق له ذلك يبدأ في التفكير بالزواج ، وهذا هو المقوم الثاني حسن اختيار الزوجة ، مؤكداً أن الزواج مستقبل ومصير يحتاج إلى ضوابط ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أورده البخاري : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ، ولجمالها ، ولحسبها ، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) . وأبان القحطاني أن المقوم الثالث هو اعتماد مبدأ الحوار مع الزوجة والنقاش الهادئ وعدم مصادرة الأفكار والتسلط ، ومن المقومات كذلك عدم إخراج المشكلات الزوجية والأسرية خارج الأسرة حتى لا تتفاقم وتزداد لهيباً فإذا بقيت المشكلات داخل الأسرة أمكن حلها ، وأيضاً اتباع الأساليب الشرعية في علاج المشاكل ، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حول هذه الأساليب ومراحلها . وفي ختام محاضرته سأل فضيلة الشيخ القحطاني الله سبحانه وتعالى أن يحفظ جميع المسلمين ، وأن يعينهم على أداء دورهم في التربية ، وأن يجعل الأسر المسلمة أسراً متماسكة ناجحة مستقرة ، وقادرة على تربية أبنائها وبناتها حتى نسعد جميعاً في الدنيا والآخرة .