في بداية هذه السطور أشير الى الرؤية العصرية (للاعلام السعودي) بشيء من الأهمية ومدى المنطلقات المحققة للنجاحات الاعلامية فلا بد أن ابدأ.. واقول إن الولادة هي المنطلق الحقيقي للحياة التي ملئها التفوق والتقدم وهذه هي طموحات الاعلام السعودي منذ ان ولد من اللحظة الأولى.. فمنطلق الاعلام السعودي يعود الى عصر البناء والتأسيس الذي خاضه ووضع لبناته وأقام أعمدة بنائه موحد ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ففي عهده بدأت البدايات الاولى للاعلام السعودي حيث ولدت اول وسائل الاعلام عندما تم انشاء صحيفة (أم القرى) بمكة المكرمة عام 1343ه .. حيث شع نور الاعلام السعودي بتلك الصحيفة التي تعد اليوم مصدراً اعلامياً متميزاً في نشر كل ما يصدر عن الدولة من قرارات وبيانات حكومية رسمية تخص المواطن السعودي بل وتعتبر هذه الصحيفة في عصرنا الحاضر وسيلة إعلامية تهم الاقتصاد السعودي لنشرها حزمة المشاريع التنموية التي يجرى تنفيذها في أرجاء المملكة العربية السعودية في تأكيد واضح لأهمية راسخة أن لبنة الاعلام السعودي لا تزال منبرا اعلامياً صادحاً في دنيا الاعلام السابح بالفضائيات والصحف الورقية والانترنت الذي يعد عصراً جديداً وذلك من خلال مفهومه العالمي المعاصر استخدام (التقنيات الاعلامية). واليوم نلمس فعالية استمرار تطور الاعلام السعودي الذي شهد ايضا منذ عهد المؤسس الذي تفضل رحمه الله بدعم الاعلام بل حرص الملك عبدالعزيز رحمه الله على اطلاع العالم الخارجي من خلال تاريخ الاعلام السعودي الشامخ فمن مفاخرنا للانجازات الاعلامية في عهد المؤسس تلك الوثيقة الاعلامية التي تشير لانشاء الاذاعة السعودية بمرسوم ملكي بتاريخ 22/9/1368ه وبتوقيع المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله موجه الى الامير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بتنفيذ الفكرة بهدف ربط المملكة العربية السعودية بالعالم الخارجي ونشر الثقافة والمعرفة في البلاد .. وفي رحلة التطوير للاذاعة السعودية صدر مرسوم ملكي كريم بتاريخ 17/6/1374ه تم اعتماد مسمى الاذاعة بالمديرية العامة للاذاعة وتلاها انشاء المديرية العامة للصحافة والنشر وربطا ببعض وصدر اثناء هذه المسيرة نظام المطبوعات والنشر عام 1378ه. وفي خضم التوسع الاعلامي العالمي ادرك الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الاهتمام العالمي بالاعلام وأهمية هذا الجانب لبناء النهضة الفكرية والثقافية والاعلامية بالمملكة لرفعة وثقافة المجتمع السعودي الذي يلاحق ركب التقدم الصناعي والحضاري التنموي.. فأصدر الملك فيصل رحمه الله مرسوماً ملكياً بتاريخ 9/10/1382ه بتحويل المديرية العامة للصحافة والنشر الى وزارة للاعلام لتشرف على وسائل الاعلام وتلاها 1424ه صدور قرار مجلس الوزراء بتعديل مسمى وزارة الاعلام بحيث اصبح وزارة الثقافة والاعلام لمواكبة مسيرة الثقافة والفكر بالاعلام للتأكيد ان مسيرة الثقافة والاعلام في اتجاه نحو العالم الاول.