قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان سنة اضافية أخرى لم يكن مفاجئاً رغم أنه جاء بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن استراتيجية جديدة تقوم على اعطاء حوافز للحكومة السودانية مقابل كل خطوة للتقدم باتجاه السلام في دارفور وتطبيق اتفاق السلام الشامل في الجنوب والذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية. كما أن هذا التمديد كان متوقعاً لأنه سبق وأن تم الإعلان عنه .. ورغم اللهجة الشديدة التي استخدمها أوباما في وصف تحركات النظام السوداني بأنها معادية لمصالح الولاياتالمتحدة وتشكل تهديداً دائماً وغير مألوف واستثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة .. الا أن هذا لا يعني أن أوباما يسير على سياسة سلفه الرئيس السابق بوش. وربما يكون أوباما استخدم هذه اللهجة المتشددة لارضاء دوائر ضغط كثيرة في الولاياتالمتحدة تريد تشديد العقوبات على السودان وربما يكون استخدام هذه اللهجة أيضاً لتوحيد آراء المسؤولين عن الملف السوداني في إدارته حيث يميل مبعوث أوباما سكوت غرايشن لسياسة الانفتاح وتميل مبعوثة الإدارة الأمريكية في الأممالمتحدة سوسان رايس لسياسة التشديد وكذلك هيلاري كلينتون. إذن التوجه العام هو تحسن العلاقات مع السودان أو التعامل معه وفق الاستراتيجية المعلنة ، وهذه خطوة ينبغي على الحكومة السودانية العمل على استغلالها من خلال خطوات ايجابية على صعيد السلام في دارفور وفي الجنوب وهو أمر ممكن لمساعدة أوباما في الاتجاه نحو سياسة الحوافز بدلاً من العقوبات.