في الوقت الذي يتصاعد فيه السجال الإعلامي بين الفصائل الفلسطينية حول اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ومدى قانونية وشرعية دعوة الرئيس عباس لإجراء الانتخابات في الخامس والعشرين من يناير المقبل اقتحمت الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي الشريف وألقت قنابل صاعقة على الفلسطينيين مما أدى إلى اندلاع آخر للعنف في المدينة المقدسة. ويحاول قادة إسرائيل بمختلف توجهاتهم السياسية الحيلولة دون تمرير تقرير القاضي ريتشارد غولدستون بمجلس الأمن وشطب التهم الموجهة ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة, حيث حذر سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد اجتماعه في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من عرض تقرير غولدستون على مجلس الأمن لإضراره بخيار التحرك قدما إلى الأمام في العملية السياسية مع الفلسطينيين .. وزعم شالوم بأن التقرير (غير مقبول ومنحاز) . وإزاء محاولات إسرائيل للإفلات من العقوبة والإدانة الدولية وبعثرة جهود الحراك لإحالة تقرير غولدستون إلى مجلس الأمن أو محكمة الجنايات الدولية نجد القوى الفلسطينية مشغولة بعراكها المستدام على مقاعد السلطة بالجدال المستمر حول الشرعية وقانونية الانتخابات وجدواها في بلد ما يزال يرزح تحت نير الاحتلال الأجنبي ويعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة الحصار والحواجز الأمنية والقتل والقمع في السجون والمعتقلات فضلاً عن مرارات النكبات اليومية للاجئي مخيمات الشتات الفلسطيني . وفي مارثون السجال الإعلامي وتبادل الاتهامات وتعطيل مساعي المصالحة الوطنية تغيب الثوابت الفلسطينية وتهدر الحقوق الوطنية ويتم اقتحام الأقصى وتُهود القدس وهكذا تضر الفصائل بالقضية الفلسطينية في التنافس الانتخابي على السلطة التي انشطرت بدورها نصفين في عراك الفصائل المحتدم حول اللا شرعية في ظل هيمنة المحتل الغاصب.