تصعد باكستان ضرباتها ضد المسلحين في منطقة وزيرستان ومع اشتداد المعارك في ذلك الاقليم تزداد الهجمات المتفرقة والتفجيرات التي تستهدف زعزعة الوضع الأمني وفك الحصار المضروب على منطقة وزيرستان حيث تصر الدولة على انهاء التمرد المسلح واستئصال شأفته من جذوره ولعل الافرازات السالبة للحرب ادت الى هجرة آلاف المدنيين وتعريضهم لشر القصف الجوي مما يشكل مزيداً من المعاناة للسكان الذين يحاولون الهرب والنجاة بأرواحهم خوفاً من الاستهداف بيد أن ما وفرته الحكومة لهؤلاء النازحين من أتون الحرب من مساعدات إنسانية وغذائية يبقى مرهوناً بمدى وقف العمليات العسكرية وعودتهم الى قراهم قبل حلول الشتاء الذي يعده قاسياً اذا ما أضيف الى عملية النزوح ويبقى الأمل معلقاً على ايقاف هذا النزيف وانهاء حالة التمرد ومظاهر التسلح الخارجة عن الشرعية، حتى تعود المنطقة الى سابق عهدها بلا تفجيرات أو حرب يدفع ثمنها الضحايا من السكان الأبرياء. فالحسابات السياسية تؤكد على ضرورة المصالحة وبسط السلام في المنطقة لكي تنعم بالاستقرار والأمان والتطلع قدماً نحو مستقبل مزدهر بعيداً عن التفجيرات وإزهاق الأرواح في هذا البلد المسلم.