عادت الكرة إلى الملعب الإيراني بشأن برنامجها النووي بعد أن قدمت وكالة الطاقة الذرية مسودة اتفاق وافقت عليه الأطراف الدولية بما فيها روسيا والمتعلق بمقترح خفض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب إلى الحد الذي لا يمكن استخدامه في إنتاج سلاح نووي إذا ما جرى تخصيبه إلى درجة أعلى وذلك مقابل تزويد إيران بالوقود لمفاعلها النووي لإنتاج نظائر تستخدم للأغراض الطبية . وكان لافتاً ما حظي به المقترح من موافقة القوى الكبرى حيث أبلغت الإدارة الأمريكية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموافقتها على “الخطة”، التي تم التوصل إليها بعد سلسلة من المباحثات بين مسئولين إيرانيين وممثلي الدول الكبرى، الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا، على مدى الأسبوع الماضي. وفي حين عبر وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير خلال زيارته الرسمية للبنان أمس عما تلقاه من مؤشرات غير ايجابية من طهران، أعلنت كل من روسيا والصين ترحيبهما بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث سيكون على طهران، بموجب الاتفاق، نقل معظم ما بحوزتها من اليورانيوم “منخفض التخصيب”، إلى روسيا، لزيادة تخصيبه هناك، ثم إلى فرنسا بعد ذلك لتحويله إلى وقود نووي. ومن الغريب أن تتوافق بعض الأطراف المتشددة والنافذة في طهران مع الموقف الإسرائيلي المعارض لمسودة الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران، وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي فإن الاتفاق يعيد البرنامج النووي الإيراني سنة إلى الوراء ولكنه يمنح طهران الشرعية في تخصيب اليورانيوم !! وبهذا تكون أمام طهران فرصة لإثبات نياتها الحسنة أمام المجتمع الدولي والتحلي بالمرونة الكافية تجاه المقترحات الواقعية التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووافقت عليه الأطراف الدولية كالولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا فلم يعد في قوس الصبر الدولي منزع .