ساعد النجاح الاقتصادي الذي احرزه حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في تحجيم حركة الخصوم السياسيين لاردوغان من القوميين الاتراك والمؤسسة العسكرية حامية قلاع العلمانية الأتاتوركية فأخذت شعبية وكارزمية اردوغان تتمدد في الداخل والخارج ، وتنبىء عن نهوض جديد لتركيا المتمسكة بإرثها العثماني والروح الاسلامية لتشكل تركياً لاعباً اقليمياً في محيطها القريب من خلال سياسة خارجية نشطة تعيد ترميم العلاقات مع الجيران وتعالج مراراتها التاريخية مع أرمينيا وتفتح الحدود مع سوريا. وتبذل يدها الممدودة نحو العراق مع إبداء الصرامة في وجه هجمات حزب العمال الكردستاني وتتقارب مع الروس والايرانيين واليونانيين من المصالحة مع الأخيرة حول الجزيرة القبرصية وكان لافتاً المغادرة الغاضبة لاردوغان لمنصة دافوس احتجاجاً على عدم اعطائه الوقت الكافي للرد على مغالطات الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة ولكن اشارة الرئيس الاسرائيلي باصبعه متسائلاً عما سيفعله أردوغان لو اطلقت صواريخ القسام على اسطنبول كل ليلة كانت كافية لاستفزاز اردوغان فانبرى لذلك الاستفزاز متحدثاً عن قتل الجيش الاسرائيلي للأطفال على شاطىء غزة..ويبدو أن تلك الصفحة لم تُطوَ بعد عند اردوغان فبعد أن امتنع عن المشاركة في المناورات العسكرية التي تحضرها إسرائيل ها هو يجدد انتقاداته لتل أبيب بعد أن انتصر تقرير غولدستون للموقف التركي من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. ربما يفسر موقف اردوغان من اسرائيل في ظل التقارب بين انقرة ودمشق بمحاولات تركيا للتمدد في مناطق النفوذ التقليدية ومحاولة للتدخل في شؤون الشرق الأوسط بعد اليأس من الدخول في الاتحاد الأوروبي الا أن (تركيا) في عهد أردوغان تبدو ذات لون ومذاق مختلف في محيطها الجغرافي.