عقدت في باكو على هامش المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة الذي افتتح أعماله صباح أمس مائدة مستديرة حول موضوع (تعزيز الحوار والتنوع الثقافي)، بمشاركة عدد من الوزراء أعضاء المؤتمر، وبرئاسة كل من الدكتور أبو الفاس غراييف، وزير الثقافة والسياحة في حكومة جمهورية آذربيجان، والدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- الداعية للمؤتمر. وعقدت المائدة المستديرة تحت عنوان (مسار باكو : تحدّ جديد من أجل حوار الحضارات). وصدر في ختام المائدة المستديرة بيان أكد فيه وزراء الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، على ضرورة العمل على استكشاف مقاربات جديدة لتحقيق التحالف بين الحضارات والحوار بين الثقافات وإتاحة فرص جديدة للتعاون بين الدول، اعتماداً على السبل والإمكانات التي توفرها الثقافة والفنون والتراث، وكل أشكال التعبير الثقافي للأمم والشعوب الكفيلة بإيجاد أنساق ثقافية عالمية مشتركة تمكن من تجاوز الحدود اللغوية والعرقية الضيقة، وتشكلُ مصدراً للتفاعل والتواصل، وتمثل ركيزة أساساً لإشاعة روح الأخوة والسلم لدى الإنسان، وتحُدَّ من أشكال الغلو والتطرف والتعالي الحضاري. ودعوا إلى تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والدولي بين الهيآت الرسمية والمنظمات الحكومية والمؤسسات الأهلية من خلال تشجيع حركة الأفكار والأشخاص وترسيخ مبادئ التعارف والتآزر بما يخدم نقل الخبرات والتجارب الرائدة ومشاطرة الاستفادة منها. وأبرزوا أهمية العمل على احترام ثقافات الآخر، والتنديد باستمرار الحملات المعادية للمقدسات الدينية، والمجاهرة بالاستخفاف بالرموز الحضارية للآخر، وبكل أساليب الميز والعنصرية من دون خشية أو متابعة. وأوصوا بدعم جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حماية التراث الثقافي والمحافظة عليه، خاصة في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة، طبقا لاتفاقية اليونسكو لحماية الملكية الثقافية في حالة نشوب صراع مسلح وبروتوكولاتها (1954). وأعربوا عن إيمانهم بأن البديل الأمثل لدرء مفاسد هذه الآفات هو الحوار والتفاهم والتعاون واحترام حقوق الآخرين ومراعاة الخصوصيات في ظل المشترك الإنساني، مع الاستفادة من كنوز الحكمة التي يمثلها تعدد الديانات والثقافات لبناء حضارة إنسانية سمحة كريمة. وشددوا على أهمية مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات المشتركة لتعزيز التنسيق والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب وتنفيذ البرامج والمشاريع الثقافية والإعلامية والفنية، بما يخدم التقارب بين الأمم والشعوب وترسيخ قيم التفاهم والتسامح. وأعربوا عن تقديرهم لمبادرة (فنانون من أجل الحوار) التي أطلقها مؤتمر باكو الوزاري المنعقد في ديسمبر 2008، ضمن الإطار العام الأوسع لعمليات التبادل الثقافي. وطالبوا بالتركيز على دور الإعلام في إبراز القيم الثقافية وتعزيز الحوار بين الثقافات، والتأكيد على أهمية التعليم في تعزيز احترام التنوع الثقافي. وأشادوا باختيار عقد هذه المائدة المستديرة الوزارية في باكو، باعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2009، وبصفتها ملتقى تاريخياً بين آسيا وأوروبا، ولما تزخر به من غنى حضاري وتنوع ثقافي وعرقي، وما تقوم به حكومة جمهورية أذربيجان من جهود متواصلة لتعزيز قيم الحوار بين الثقافات والحضارات، ودعم الأمن والسلم الدوليين. وأشادوا بالجهود المتميزة للإيسيسكو والحكومة الآذرية، ممثلة في وزارة الثقافة والسياحة، من أجل إعداد وعقد هذا الاجتماع على أعلى مستوى.