العناية والاهتمام بالقرآن والسنة تعلماً وتعليماً ، ونشراً وعملاً ، من أوجب الواجبات على المسلمين ، والمملكة العربية السعودية تأسيساً وتاريخاً قامت بهذا الواجب العظيم .. ولعلي أسوق شاهداً واحداً ، وهو غيض من فيض، وجرعة من نهر ، ألا وهو الصرح العظيم لطباعة القرآن الكريم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة ، هذا المجمع الذي مد المسلمين في مختلف أماكنهم ومراكزهم وتجمعاتهم بمئات الملايين من النسخ من القرآن الكريم وتفسيره ، وترجمات معانيه ، ومن كتب السنة والسيرة ، وهو عمل عملاق لا يوجد له نظير في العالم كله ، أقامته المملكة خدمة للقرآن الكريم ، ولأمة القرآن ، يضاف إلى عطاء المملكة ومكرماتها العظيمة ، ومن أبرزها العناية بالحرمين الشريفين إعماراً وتوسعة إلى جانب جهود المملكة المتواصل الذي يصب في خدمة الإسلام والمسلمين . والمملكة العربية السعودية حينما تقوم بهذه الأعمال في خدمة الإسلام والمسلمين ، إنما تمارس دورها الطبيعي والقيادي في الأمتين العربية والإسلامية ، وتنفذ أمر الله في العناية بكتاب الله الكريم ، ورعاية حفظته وحملته . ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة ، لفعاليات الندوة الدولية “القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة .. تقنية المعلومات” ، التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة ، هي تجسيد للاهتمام والعناية اللذان يوليها ولاة الأمر حفظهم الله تعالى للقرآن الكريم وأهله ، وللعمل الإسلامي بكامله ، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله ، يتابعون بأنفسهم المناشط الإسلامية ، وشؤون الدعوة إلى الله في مختلف مناطق العالم ، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل دينهم دفاعاً عنه ، ونشراً له ، وإعزازاً للعلماء ورثة الأنبياء ، حملة القرآن الكريم والسنة النبوية ، والدعوة إليهما . إن هذه الندوة ثمرة من ثمار مجمع الملك فهد ، وهي من بذور الخير التي غرسها ولاة الأمر في خدمة الإسلام والمسلمين ، فقد دأب المجمع على إقامة سلسلة من الندوات العلمية المتميزة ، شارك بها نخبة من العلماء والمفكرين والمختصين قدموا فيها ما يزيد عن مئتين وخمسين بحثاً . إن هذه الندوة امتداد لرسالة المجمع السامية في خدمة القرآن الكريم وعلومه ، وهي ترجمة لأهدافه التي رسمها المؤسسون له ، وتتويجاً لعطاءته الخيرة المباركة التي تتطور مع تطور الزمن ومعطياته ولا أدل على ذلك من هذه الندوة ، فهي تهدف إلى بيان أهمية تطويع تقنية المعلومات في استخدام برامج القرآن الكريم عملياً ، لتيسير تعلم القرآن الكريم وتعليمه ، وإبراز دور المجتمع في هذا السبيل ، وبيان الأحكام الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه ، ودراسة إيجاد برمجيات مساعدة في خدمة القرآن الكريم والتحذير من البرامج المعادية للقرآن الكريم . نعم هذه بلادنا المملكة العربية السعودية تؤكد في كل يوم ، بل في كل ساعة ولحظة ، أنها موئل الدين ، وموطن الحرمين الشريفين ، ومهوى أفئدة المسلمين ، ومبعث الرسالة ، وحاملة لواء الدعوة ، وتتشرف بريادة العالم الإسلامي وقيادته ، وسيظل مجمع الملك فهد علامة بارزة مع سلسلة المنجزات والأعمال المنفذة في خدمة الإسلام والمسلمين .