عندما يسود الأمن والأمان في جميع أنحاء الوطن تصبح الحياة مستقرة والإنسان ينعم بالسعادة وقد رسخ موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز- رحمه الله- المبادىء الأمنية في جميع أصقاع الوطن رغم اتساعه وقلة الامكانيات المتاحة التي تساعد على اشاعة الاستقرار والعدل واليقظة وتعاون الشعب. ظل الأمن يشكل في المملكة خصوصية ونوعية متفردة تضع البلاد في مقدمة الدول الآمنة رغم صعوبة مرحلة التأسيس واستمر الوضع الأمني في العهد السعودي قوياً يوفر الهناء والأمن والاستقرار للمواطن السعودي على أرضه وهذه سمة تحكمها عملية تضافر المواطن مع دولته لمصلحة الوطن من أجل الأمن ولكن الظروف الحالية أفرزت مشاكل عدة ساعدت على ما يسمى بالارهاب في العالم ومن ضمنها بلادنا رغم حرص الدولة على حماية الوطن والمواطن وفق معالجة أمنية قوية وما نحتاج إليه مع ذلك هو معالجة أخرى تصاحب اليقظة الأمنية والبحث عن المشاكل التي تحدث وفيها مؤشرات الخلل الأمني ومنها مشاكل الشباب في البطالة وعدم القبول في الجامعات والمعاهد العليا بعد إنهاء التعليم العام مع اصلاح مسار الخطاب الاعلامي وأيضاً الديني والاهتمام بالقدوة الصالحة التي تتولى مسيرة هذين الخطابين ومحاولة احتضان الشباب في المنابر الثقافية والرياضية والتعليمية وإنشاء مراكز شبابية لها قدرة استيعاب الشباب واشغال فراغهم لأن الفراغ مفسدة إن لم يوجه الوجهة الصحيحة وبلادنا واسعة المساحة والخيرات وعلينا استثمار ذلك عن طريق توجيه الشباب لخدمة وطنهم وحمايته من المخاطر المحدقة بنا وبذلك جاء العفو من القيادة عن المغرر بهم لعلهم يرجعون إلى جادة الصواب ويحمون أنفسهم ووطنهم، لنقضي على الشر والاشرار ونكون السياج الأمني المطلوب ونسلم من مخاطر أعداء الوطن وهو مطلب يتوق إليه كل مخلص لوطنه ضمن منظومة أمنية متكاملة ينشد تحقيقها من يغار على وطنه ومكاسبه الراسخة بعونه وتوفيقه وبتعاون المواطن مع قيادته وهذا يتوفر عند اكتمال التخطيط المتقن المبني على استقراء الواقع وتشخيص عوامل الخلل ومن ثم وضع العلاج المناسب المبني على الدراسات والبحوث العلمية وبعد معرفة المرض يوضع له ما يناسبه بغرض العلاج الناجع حتى لا يستفحل الداء ويصبح عصياً على العلاج أقول هذا وحكومتنا الرشيدة تسعى دوماً إلى محاربة الأفكار المنحرفة التي تؤثر على مسيرة التنمية الوطنية وتستهدف القضاء على عملية النهوض الوطني ونأمل أن تحقق الخطوات الاصلاحية في بلادنا الأهداف المرسومة وتعود بالخير والأمن والأمان وجودة الأداء الخدمي في جميع مفاصل وبنية الوطن بكامله حتى يعم الخير ويسود الأمن ونحن بعون الله نسير في الاتجاه الصحيح إذا أصبح الاهتمام بالشباب هاجساً مسيطراً على الذهنية واذا عرفنا أن الشباب هم مستقبل الوطن وصلاحهم من صلاح الوطن وفي هذه الحقبة نجد أن المنافذ الخارجية سواء كانت إعلامية أو ثقافية أو غيرها هي في حقيقة الأمر مدمرة وعلينا مواجهة هذه الأخطار بقوة التخطيط حتى نسير بسفينة الوطن نحو شاطيء الأمان والسلامة في ظل مشاكل موجودة لا يمكن انكارها منها الداخلية والخارجية وهي مصدر تكوين العنف والارهاب وهذا يحتاج منا جميعاً إلى محاولة سد منافذ يأتي منها الخطر علينا والسيطرة على ذلك بسلاح التخطيط السليم الذي لا يخلو من عوامل القناعة والاقناع حتى تثمر الجهود عن طريق ايضاح مصادر الشر على جميع أبناء الوطن وأن النار من مستصغر الشرر وبذلك لا يمكن بعد ذلك تبرير أفعال مضرة بنا جميعاً وعليه يصبح الجميع كما تعودنا في مواجهة من يضر بهذا الكيان الكبير والذي يحتاج من المواطن اليقظة والدفاع عنه بكل قوة في كل مكان من أركانه الشاسعة وفق الله الجميع إلى الهدى والهداية.