في غضون أيام تمكن حلف شمال الأطلسي من الاستيلاء على أفغانستان عام 2001م، بفعل القوة العسكرية الضاربة والتفوق الجوي الهائل فلم تكن هناك أدنى مقارنة بين المقومات والقدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين وما تملكه حركة طالبان من أسلحة تقليدية وبدائية حصلت على أغلبها جراء الصراع مع الغزو السوفيتي. وبعد مواجهات دامت طوال السنوات الثمان الماضية بين جنود الاطلسي المدججين بالسلاح المؤمن وبين مقاتلي حركة طالبان الذين تخدمهم الطبيعة لشن حرب عصابات تستنزف القوات الغازية كل يوم. ويؤكد توجه الولاياتالمتحدة نحو سحب قواتها من العراق والزج بجنودها في المستنقع الأفغاني بناء على طلب قائد القوات الأمريكية وقائد حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بزيادة عديد القوات لضمان نجاح المهمة العسكرية الموكلة إليه ، وقد تحدثت التقارير عن وجود ثغرات في تجهيزات الوحدات القتالية وسوء تعاطيها مع المعلومات الاستخبارية كما تناولت التقارير احتقار الجنود الأمريكيين للمواطنين مما ولد التوتر الدائم وعلاقة انعدام الثقة مع مكونات الشعب الافغاني ، ويبدو أن سيناريو الفشل للقوات الدولية سيرتسم بصورة أوضح مما كانت عليه في العراق حيث تساعد الطبيعة الجبلية الوعرة في افغانستان على تخفي مقاتلي طالبان باعتماد تكتيكاتهم الناجحة في ارغام الامبراطوريات على الفرار مع المستنقع الافغاني وكما استعصت كابول على الامبراطوريتين البريطانية والسوفيتية يلوح عجز الامريكان عن السيطرة عليها وإن جمعوا أحلاف الدنيا فكيف تستقر الحياة داخل كهوف تعشعش فيها خفافيش الظلام ؟ .