تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) تنطلق اليوم الاثنين ، منافسات الدورة الحادية والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال المدة من 16 - 22 شوال الجاري ، وذلك بفندق جراند كورال بمكةالمكرمة . ويبلغ عدد المتنافسين في هذه الدورة (174) متسابقاً ، منهم (22) متسابقاً في الفرع الأول ، و(44) متسابقاً في الفرع الثاني ، و(42) متسابقاً في الفرع الثالث ، و(47) متسابقاً في الفرع الرابع ، و(19) متسابقاً في الفرع الخامس ، حيث ينتمي المتسابقون إلى (115) دولة ، و(59) جمعية ، ومؤسسة ، ومركزاً إسلامياً . وبهذه المناسبة رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقات القرآنية التي تنظمها الوزارة على المستوى المحلي والدولي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ جزيل الشكر ، وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين ، ولسمو ولي عهده الأمين ، ولسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لرعايتهم المستمرة والدائمة لأهل القرآن وحفظته في داخل المملكة وخارجها، مؤكداً معاليه أن هذه الرعاية تأتي تتويجاً لجهود مملكتنا الغالية ، واهتمامها قيادةً وشعباً بكل ما من شأنه خدمة كتاب الله الكريم ، وسنة المصطفى عليه أفضل الزكاة وأتم التسليم . وأبرز معاليه حرص هذه البلاد المباركة – رعاها الله - على العناية ، والاهتمام بكل ما من شأنه توجيه المسلمين إلى كتاب الله الكريم بوصفه دستور الأمة ، ومنهاجها القويم ، لافتاً النظر إلى أن هذا الاهتمام يتجلى في كثير من الشواهد والأعمال الجليلة على الصعد المحلية والخارجية ، منها تبني ودعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مختلف مناطق المملكة ، وإقامة المعاهد والكليات المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه ، ودعم البحوث والدراسات العلمية التي تعنى بهذا المجال ، وإقامة المراكز والمؤسسات ، والمعاهد الإسلامية في مختلف دول العالم سيما الدول الإسلامية ، وتقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين للدراسة في الجامعات السعودية وخصوصاً التي تعنى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وعلومهما المختلفة . وأشار معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية تحظى باهتمام كبير وتقدير واسع من جميع الأوساط الإسلامية في مختلف دول العالم ، لما فيها من تشجيع لأبناء الأمة الإسلامية على المستوى الدولي بالإقبال على كتاب الله الكريم حفظاً وعناية وتدبراً ، واصفاً معاليه المسابقة بأنها عالمية متميزة - انتظم فيها شتى الأجناس والألوان والألسنة - تتناسب وعالمية القرآن الكريم ، وأنها تختلف عن غيرها من المسابقات من حيث مضمون التنافس ، ومكانه. وأكد معاليه – في هذا السياق – أن المسابقة أصبحت من المناسبات الدولية العظيمة التي تتابعها وسائل الإعلام والمهتمون بكتاب الله في مختلف بلاد المسلمين ، وحققت في سنواتها الماضية نتائج عظيمة على المستوى المحلي والعالمي ، وذلك بفضل من الله تعالى ، ثم بدعم ولاة أمرنا في هذه المملكة الغالية ، حاثاً – في ذات الوقت - ناشئة وشباب المسلمين على الإقبال على تعلم كتاب الله الكريم ، والنهل من هذا المعين الذي لا ينضب ، والتزود بما فيه من علوم شرعية وفقهية ، والأخذ بها والتمشي بها ، وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال: إن أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون ، وتُبذل فيه الجهود ، وتُصرف فيه الأوقات ، وتُنفق فيه الأموال هو كتاب الله تعالى ، فهو التجارة الرابحة ، والرصيد الذي لا ينفد ، والذخر العظيم الذي من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن تلاه تضاعف أجره وعظم شأنه ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ كتاب الله فله بكل حرف منه عشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف) ، كما قال – عليه الصلاة والسلام - : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة). وجدد معالي المشرف العام على المسابقات القرآنية القول: إن حفظ كتاب الله نعمة نعمة عظيمة ، فحفظه يرفع الذكر ويزكي النفس ، قال تعالى:(وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) ، وقال - جل وعلا - : (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) ، وإنه ليجدر بأبنائنا وبناتنا الإقبال على حلق القرآن ، والنهل من معينه العذب . وبيَّن معاليه أن اهتمام شباب الأمة الإسلامية بحفظ القرآن الكريم وتجويده وبالمسابقة في مكةالمكرمة في كل عام ، لهو فضل عظيم من الله ، منَّ الله به على المملكة العربية السعودية ، ولاسيما أن هذه البلاد هي قبلة المسلمين ، وفيها بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مكة نزل عليه أول ما نزل من القرآن الكريم ، وقد جعل الله ذلك من فضله وإنعامه علينا وعلى المسلمين . وزاد قائلاً : إن فضل الله تعالى في حفظ قرآنه الكريم ، وما منَ به على بلادنا في هذا الشأن ، يبرزه قول الله تعالى في محكم كتابه : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، وإن من حفظ الله لكتابه ومن تمام ضمانته له ، ما منَّ الله تعالى به على المملكة العربية السعودية من توفيق الله لولاة الأمر فيها بالاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم ، وتعليمه ، وتعليم العلوم الشرعية في المدارس الحكومية ، والجامعات ، وفي المدارس والجمعيات الخيرية الخيرية لتحفيظ القرآن ،وكذا الاهتمام والعناية بناشئة وشباب الأمة الإسلامية من خلال تنظيم مثل هذه المسابقة القرآنية العالمية التي تحفوهم نحو الإقبال على القرآن الكريم حفظاً ، وتجويداً ، وتفسيراً ، وتنافساً . وفي ختام تصريحه توجه معاليه بالشكر لله سبحانه وتعالى ، على نعمه الكثيرة وفي مقدمتها نعمة الإسلام ، وتحكيم شرع الله ، والاهتداء بهدي القرآن في الأقوال والأعمال ، سائلاً الله العلي القدير أن يجزل الخير والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني على ما قاموا ، ويقومون به من أعمال جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين ، وخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار ، ورغد العيش ، وأن يوفق جميع المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بهديه المبين. الجدير بالذكر أن المسابقة تهدف إلى الاهتمام بكتاب الله الكريم ، والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره ، وتشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة على الإقبال على كتاب الله حفظاً وعناية وتدبراً ، وربط الأمة بكتاب ربها الذي هو سبب عزها في الدنيا ، وسعادتها في الآخرة .