مضى أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات البرلمانية في لبنان وفوز قوى 14 آذار بالاغلبية النيابية وما تزال المساعي المبذولة من رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري تراوح مكانها في الاستشارات بين الكتل النيابية لتشكيل حكومة الوفاق الوطني بعد أن فشلت المساعي السابقة اثر التكليف الأول بالتوصل إلى حل مرضٍ للمعارضة في التأليف الحكومي. وعلى خطى والده الراحل رفيق الحرير يسعى الشيخ سعد إلى تدوير الزوايا وجمع زعماء لبنان على قواسم وطنية مشتركة تلم شمل الشركاء المتشاكسين في حكومة الوفاق الوطني في بلد رضع أهله السياسة وهم أجنة في بطون أمهاتهم وفطموا على التحزب والتعصب الطائفي والمذهبي حتى دقوا بينهم (عطر منشم) من الحرب الأهلية والخلاف المذهبي والسياسي وجاء الحريري الأب بعد اتفاق الطائف بحلول توفيقية تجند الطاقات لخدمة برنامج الانماء وإعادة الاعمار وحشد الدعم الدولي سياسياً واقتصادياً لتنعم بيروت بشيء من الاستقرار والنمو الاقتصادي إلى أن حل الزلزال الكبير باغتيال رفيق الحريري واستشهاده في قلب بيروت النابض بالحياة حيث خرجت القوات السورية على إثره وانقسم اللبنانيون فريقين يختصمان على كلمة (أي لبنان نريد)؟. وارتكن كل فريق إلى ما يملكه من أدوات تعطيل الحياة الدستورية والاستئثار بالسلطة أو السلاح إلى أن ظهر شبح الفتنة في السابع من ايار . وتدخل العرب للم الشمل اللبناني في الدوحة التي افضى اتفاقها لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية أعدت للانتخابات الماضية بنجاح وحينها مد الشيخ سعد الحريري بعد فوزه بالأغلبية يده لخصومه السياسيين في المعارضة من أجل تشكيل حكومة اتحاد وطني ولكن يده الممدودة لم تجد من يلاقيها من الشركاء المتشاكسين والحلفاء المتقلبين على جمر السياسة فالكل يريد نصيب الأسد في كعكة الحقائب الوزارية وقسمة النفوذ الطائفي مستعيناً بتحالفاته الخارجية في فرض الأجندة الحزبية والمذهبية. وبعد إعادة تسمية الشيخ سعد الحريري رئيساً للوزراء تلوح امام قادة لبنان فرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية إذا خلصت النيات في تذليل العقبات التي تعترض التشكيل ولن يتأتى ذلك الا إذا اقتنع ساسة لبنان أن الحل بأيديهم لا بأيدي الحلفاء الاقليميين والدوليين.