شكل مقتل زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود تطوراً مفصلياً في اضعاف حركة طالبان باكستان التي كانت تشكل تهديداً مباشراً للحكومة المركزية في باكستان حيث عجز الرئيس السابق برويز مشرف عن القضاء عليها رغم شنه حملة عسكرية مكثفة على الحركة في منطقة القبائل. وقد شكلت الحركة تهديداً لكل المسؤولين حيث دبرت مباشرة اغتيال زعيمة حزب الشعب بنظير بوتو ، وامتد نفوذها لدرجة أجبرت الحكومة على توقيع اتفاق معها لتقوم بتطبيق الشريعة في اقليم سوات.ولكن الغرور أصاب حركة طالبان باكستان لتطالب بأكثر من ذلك مما دعا الحكومة إلى اللجوء إلى القوة لحسم الأمر معها فشنت هجومها الذي لازال مستمراً على اقليم سوات وفي أثناء هذا الهجوم الذي يشنه الجيش جاء هجوم الطائرة الأمريكية على منزل بيت الله محسود ليتأكد من بعد ذلك نبأ وفاته وتتلاحق التطورات من بعد ذلك ليدب الخلاف بين طالبان باكستان حول خلافته وهو خلاف سيساهم في اضعاف الحركة أكثر مما سعت الحكومة لتحقيقه. وبالفعل بدأ الخلاف يدب داخل الحركة فقد شكلت وفاة مسحود ضربة قاصمة للحركة حيث كان عقلها المدبر، وعجز طالبان عن اختيار خليفة له يعكس عمق هذا الخلاف ، واضافة إلى مقتل بيت الله محسود فان الحكومة الباكستانية قد حققت انجازاً آخر كبيراً وهو وقوع الناطق باسم حركة طالبان باكستان في يدها. كما قام عدد كبير من أعضاء طالبان باكستان بتسليم أنفسهم واسلحتهم وهي خطوة نادراً ما تحدث مما يعكس مدى اليأس الذي أصاب أعضاء الحركة وهو ما جعل الحكومة الباكستانية تعلن أنها قد حققت 70% من أهدافها بالهجوم العسكري على وزيرستان وهي المنطقة التي تتواجد فيها حركة طالبان.