وبالرغم من أن غالبية الناس يدركون هذه الحقائق الرمضانية التي يؤكدها الائمة من على المنابر قبيل مجيء الشهر وخلاله، وتتناولها الصفحات الاسلامية في الصحف والبرامج الاسلامية في التلفاز، الا ان كثيرين هم الذين يستقبلون شهر الصيام بتكديس الاطعمة والاشربة، وابتياع اضعاف الكميات المستهلكة في الاشهر العادية، لهؤلاء اقول : اهذا الشهر هو شهر اقامة ركن من أركان الاسلام الخمسة وهو الصيام.. أم شهر الأكل والشرب والتلذذ بما لذ وطاب من الطعام، فلا يمضي الشهر الا ونرى اولئك الناس وقد ازدادت اوزانهم وتكدست الشحوم على قلوبهم وصدورهم؟!. وكثيرون هم الذين يستقبلون هذا الشهر المبارك بقضاء السهرات الطوال وقد تسمرت أعينهم بشاشات التلفاز يتنقلون من فضائية الى أخرى ومن مسلسل الى مسلسل ومن فيلم الى فيلم، لهؤلاء اقول : اهذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن وتميز عن غيره من الأشهر بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. هو شهر تلاوة القرآن الكريم وتلمس سبل الخير وصلاح الحال من خلال قراءة السيرة النبوية العطرة واخبار الصحابة رضوان الله عليهم .. أم هو شهر لمشاهدة المسلسلات الساقطة والأفلام الهابطة والانصراف عن ذكر الله الى ما يغضبه والعياذ بالله؟. وكثيرون هم الذين يقضون نهارهم خلال الشهر الكريم يغطون في النوم العميق، والمؤسف ان البعض منهم يحل لنفسه النوم اثناء العمل، وكأن شهر رمضان الذي شهد اعظم انتصارات المسلمين في معاركهم الفاصلة بدءاً بمعركة بدر العظيمة التي سطرت الانتصار الاول للاسلام على قوى البغي والشر والظلام والجاهلية، وليس نهاية بإذن الله بحرب رمضان المجيدة عام 1393ه التي انهت اسطورة اسرائيل التي لا يقهر جيشها فاذا به يقهر بسواعد الايمان التي انطلقت في العاشر من رمضان من ذلك العام لتمسح اثار هزيمة حزيران وتعلن للملأ ان الايمان والصبر هما السلاح الأمضى في معارك التحرير. أسأل الله ان يبلغنا واياكم رمضان، وأعاننا على قيامه وصيامه والنجاح في امتحانه، وجعله الله شهر خير وبركة ونصر لأمة الاسلام.. اللهم بلغنا رمضان وأحسن عملنا فيه إنك أجود مسؤول وخير مأمول.