يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة المؤتمر العربي الخليجي الأول لجودة وسلامة المرضى والذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 27 إلى 29 اكتوبر المقبل بمدينة جدة. وذلك بمشاركة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، والمدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، ومنظمة الصحة العالمية، وأطباء ومتخصصين من مختلف دول العالم. أعلن ذلك رئيس المؤتمر المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي الدكتور توفيق خوجة وقال (إن المؤتمر يأتي في إطار ما يوليه وزراء الصحة العرب والخليجيون من اهتمام بالغ بتنامي الدور الفاعل لسلامة المرضى باعتباره أحد آليات تطوير النظم الصحية الحديثة، وكحق أصيل في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمريض والمجتمع من منظور إنساني وأخلاقي واقتصادي). وأضاف (يتضح ذلك جلياً بتبني المجلس الموقر تبني شعار (سلامة ومأمونية المرضى) كأحد الأولويات الهامة لفعاليات الجودة (القرار رقم (5) للمؤتمر (57) جنيف / مايو 2004م) وكذلك وضع مفهوم سلامة المرضى على قمة أولويات وزارات الصحة بالقرار رقم (3) للمؤتمر (58) مسقط/ فبراير 2005م ) من خلال عدد من الإجراءات تشمل تعزيز هذا المفهوم لتحسين نظام الرعاية الصحية الوطني ، وتأكيدا لحقوق المرضى من مختلف وجهات النظر الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية واتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل وتطبيق الخطة الإستراتيجية الإقليمية لسلامة المرضى ووضعها موضع التنفيذ على هيئة برامج وطنية متكاملة. و أبان الدكتور توفيق خوجة أن المنظومة اكتملت عندما تم دمج برنامجي (الجودة النوعية) و( سلامة المرضى ) في برنامج واحد تحت مسمى (جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى). ولفت النظر إلى أن الحاجة إلى هذا المؤتمر تنبع من تحقيق الهدف الأسمى لتقديم الرعاية الصحية وهو الحفاظ على المريض سليما ومعافى صحيا ونفسيا واجتماعيا .. إلا أن التدخلات الطبية التي تجمع بين العمليات الفنية واستخدام التقنية الطبية المعقدة والتفاعلات البشرية التي تشكل نظام تقديم الرعاية الصحية يمكن أن تؤدي إلى احتمالات خطر حتمية لوقوع الأحداث السلبية والتي يمكن أن تسبب ضررا بليغا . وأفاد الدكتور خوجة أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز مفهوم تحسين نظام الرعاية الصحية من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل تطبيق الإستراتيجية الإقليمية لسلامة المرضى، ووضعها موضع التنفيذ على هيئة برامج وطنية متكاملة. وكشف أن مؤتمر جدة سيناقش قضية الأخطاء الطبية التي بلغت معدلات كبيرة في الدول العربية بل وجميع دول العالم، وتعد من أكبر التحديات التي تواجه مشاريع سلامة المرضى في الدول المتقدمة والنامية على السواء. وسلط الضوء على مشكلة الأحداث السلبية في الرعاية الصحية التي وصفها بأنها ليست بالمشكلة الجديدة ، حيث أشارت دراسات مبكرة أجريت في منتصف القرن الماضي إلى وقوعها .. وبدأت مجموعة متراكمة من الدلائل تظهر في أوائل التسعينات مع نشر نتائج دراسة هارفارد للممارسات الطبية في عام 1991م ... كما أجرى العديد من الأبحاث في هذا المجال في الدول المتقدمة منها في أمريكا وبريطانيا والتي نظرت إلى المشكلة بنظرة جادة. وأفاد أن الدراسات المسحية في المملكة العربية السعودية أكدت أن نسبة الأخطاء الطبية التي تحدث أثناء عمليات الولادة تبلغ 27 في المائة، وأثناء العمليات الجراحية تبلغ 17 في المائة، وفي الحالات الباطنية 13 في المائة، وفي الأطفال 10 في المائة. وقال (يأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة المؤتمرات العلمية الخليجية التي أقرها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تتويجاً للبرنامج الخليجي لجودة وسلامة الرعاية الصحية، الذي يمثل أحد الركائز المهمة خليجياً وإقليمياً ودولياً..، وتفعيلاً للقرار رقم (1) للمؤتمر (67)، وتنبع أهمية هذا المؤتمر في التصدي لمشكلة “سلامة المرضى”، والتي تعد من أهم مشاكل الصحة العامة وطنياً وإقليمياً وعالمياً). وأضاف (يلقي المؤتمر الضوء على عبء وحجم مشكلة سلامة المرضى والتحديات الهائلة التي تضعها على النظم الصحية والحكومات، كما سيركز على عدة أهداف هي المشاركة الإيجابية في الحركة الدولية لسلامة المرضى من خلال التواصل الفاعل مع الخبرات العالمية، والاتحاد العالمي لسلامة المرضى، وتنمية المهارات في حلول سلامة المرضى، وإدارة المخاطر، والممارسة المبنية على البراهين من خلال ورش عمل متخصصة). وتابع (تهدف كذلك إلى تقوية أواصر التواصل والتشبيك مع المنظمات والخبراء والقيادات الإقليمية والعالمية في هذا المجال ومواكبة المستجدات العالمية ومتطلبات الاعتماد الدولية بخصوص سلامة المرضى). وعبر عن أمله أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تساعد في رسم الخطط الإستراتيجية والتنفيذية لتعزيز أركان سلامة المرضى في النظم الصحية بطريقة منهجية علمية، تسهم في وضع السياسات الصحية المناسبة والفعالة للتعامل مع هذا التوجه العالمي، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في المجتمع الخليجي والعربي بحول الله تعالى.