أحيا شعب البوسنة في الاسبوع الماضي الذكرى الرابعة عشرة لمجزرة (سريبرينيتسا) التي قتل فيها الآلاف من المسلمين البوسنيين على ايدي القوات الصربية في أفظع المجازر البشرية التي عرفتها الانسانية في تاريخها الحديث. وسط فيض من الدموع والقلوب المفجوعة بفقد العزيز احيا مسلمو البوسنة الذكرى الرابعة عشرة للمجازر التي تعرضوا لها على ايدي القوات الصربية في أفظع مجازر عرفتها الانسانية في تاريخها الحديث!. ولأن البوسنة في وسط اوروبا ومتجاورة مع عدد من الدول الاوروبية خشي الاوروبيون ان يؤثر ما يجري في البوسنة على أمن بلدانهم كما ان المجازر الوحشية التي ارتكبها الصرب ضد مسلمي البوسنة حركت الجوانب الانسانية لدى الاوروبيين.. فقرروا شن حرب جوية وبرية على بلغراد وعلى المدن الصناعية. وبسبب الدمار الشامل الذي لحق بيوغسلافيا اضطر زعماؤها على وقف عدوانهم.. كما قامت القوات الغربية باعتقال عدد من القادة السياسيين والعسكريين الصرب وشكلت لهم محكمة خاصة في (لاهاي) بهولندا لمحاكمتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية وحكم على عدد منهم بالسجن عشرات السنين ومازال القليل منهم مطارداً لجلبه الى المحكمة. وفي احياء شعب البوسنة الذكرى الرابعة عشرة للمجازر التي ارتكبها الصرب تم اكتشاف بعض المقابر الجماعية التي كان الصرب يدفنون فيها القتلى المسلمين حيث يُدفن بعضهم أحياء. وكما هو معروف فإن مذبحة (سريبرينيتسا) هي الاسوأ في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. لقد قتل الصرب أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم في غضون ايام خلال شهر يوليو عام 1995م، ولأول مرة احيت دول الاتحاد الاوروبي ذكرى عدوان الصرب على مسلمي البوسنة وذلك بقرار اعتمده البرلمان الاوروبي في يناير من العام الجاري. لكن ما يهم مسلمي البوسنة هو سعي المجتمع الدولي ومؤسساته الى توحيد البوسنة التي تم تقسيمها منذ نهاية الحرب التي استمرت من عام 1992م الى 1995م الى كيانين احدهما صربي والآخر كرواتي مسلم بينما الغالبية العظمى لسكان البوسنة تتشكل من المسلمين.