صدر العدد الجديد 63 من مجلة الادب الاسلامي مبرزا الجدل الدائر حول (قصيدة النثر) في اشكالية المصطلح والنشأة بدراسة معمقة كتبها د. وليد قصاب، الذي تناول اراء القدماء والمحدثين في مثل هذا النوع الادبي ودعا الى تسميته (النثيرة) وقد استطلعت المجلة اراء عدد من الادباء والنقاد المهتمين بالقضية من السعودية ومصر والاردن واليمن وفلسطين الذين نعى معظمهم على دعاة (قصيدة النثر) احساسهم بالدونية فيما يكتبون من نثر لذلك يحاولون رفع قيمته لدى المتلقى بنسبته الى الشعر/ القصيدة والحقيقة ان جودة النص كامنة في ذاته بغض النظر عن كونه شعراً او نثراً. وافتتح رئيس التحرير العدد بالوقوف عند موضوع (الامن الفكري) الذي يعد احد أهم المتطلبات في المجتمع اليوم فجدد دعوة الشيخ ابي الحسن الندوي رحمه الله الى الاستعانة بالادب الاسلامي لتحقيق هذا المطلب، ونبه د. غريب جمعة في مقاله (مجتمعاتنا مهددة بالاحتلال اللغوي) الى خطورة ما تتعرض له اللغة العربية من غزو اللغات الاجنبية، ودعا الى العناية بلغة القرآن الكريم. وضم العدد دراسة مطولة عن القصة القصيرة جداً، ودراسة اخرى عن رواية (التراب والدم) للاديب الباكستاني الكبير نسيم حجازي، وهي الرواية التي تجلى المآسي التي تعرض لها المسلمون ابان اعلان قيام دولة باكستان. في الورقة الأخيرة قضية مهمة تناظر الافتتاحية، وهي بعنوان / من أجل العبور الى الآخر للدكتور عماد الدين خليل، والمقال يركز على كيفية مخاطبة الآخر والخروج من دائرة الذاتية المنغلقة. في العد باقة من الابداعات الشعرية لشعراء مرموقين مثل حضور الملك لعصام الغزالي، واشواق الفجر الآتي لعبداللطيف الجوهري، وحظيت قصيدة طائر الزئبق لنبيلة الخطيب بمعارضتين شعريتين من د. بسيم عبدالعظيم وفواز عابدون، وضم العدد قصة مترجمة من الاوردية بعنوان عطا وليلى، ذات بعد انساني عميق، ومسرحية بعنوان (افضل العمل) لعلي احمد باكثير، الى جانب الابواب الثابتة مثل لقاء العدد مع الناقد د. ادريس نقوري من المغرب، وعرض رسالة جامعية بعنوان (جهود ابي الحسن الندوي النقدية في الادب الاسلامي) للباحث عبدالله الوشمي. ولعل من ابرز ما يلفت نظر القارىء في هذا العدد هو اكتشاف احد سارقي النصوص الادبية الشعرية وانتحالها لنفسه وهو الكاتب صفاء الدين محمد أحمد مما استدعى التنبيه الى ذلك.