الطلاق كما يعلم الجميع ابغض الحلال الى الله ولاشك أنه معاناة وصدمة كبيرة وخبر غير سار يترك العديد من الآثار السلبية على من يقع على عاتقه الطلاق وعلى المحيطين به. فالمطلقة أول من يدفع ثمن الطلاق وعليه ستكون فريسة سهلة للعديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية ولعل الاكتئاب والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا بين المطلقات اضافة الى العديد من المشاكل النفسية مثل الشعور بالوحدة والانعزالية وانخفاض تقدير الذات المنوط بها كمطلقة كما ان المطلقة تعاني من نظرة المجتمع السلبية تجاهها ولازال مجتمعنا وللأسف يلحق أسباب الطلاق بالمرأة رغم أن الرجل قد يكون السبب الرئيسي للطلاق والتي تمثل القاعدة الأساسية للمعاناة النفسية وكما يعلم الجميع ان المطلقة من الشابات تتضاءل فرصتها في الزواج الثاني من نفس عمرها وبالتالي يغلب ارتباطها بشخص قد يكون اكبر منها بكثير وقد يتجاوز عمر ابوها وهذه معاناة من نوع آخر نتيجة الفوارق الكبيرة في القدرات الجسمية والتفكير والسلوك بين جيلين طرفه الأول الزوج الكبير والثاني الزوجة الصغيرة وبالتالي قد تتعرض لتجربة الفشل الزواجي مرة أخرى أو قد تصبر على معاناة قد لا تتعادل وصبرها على معاناة الزواج الاول ان كان الزوج وأهله السبب وراء مشكلة الطلاق. كما ان الآثار السلبية للطلاق تشمل المطلق (الزوج) فالفشل الزوجي كما أسلفت خبرة أليمة للزوج وان كانت الآثار المترتبة للطلاق للزوج أقل مقارنة بالزوجة حيث انه من الممكن الزواج مرة أخرى بمن يقاربه في العمر والمستوى ومع هذا فالطلاق مشكلة هناك من يجعل تكرار الزواج والطلاق سمة من سماته متجاهلاً ما يترتب على ذلك من سلبيات وبالتالي من هذا ديدنه لاشك انه يعاني أزمة نفسية وربما خللا في الشخصية والمحصلة النهائية ان المطلق يتجرع سلبيات الطلاق. كما ان الاطفال في الحقيقة هم من يتجرع علقم الطلاق وهم من يدفع فاتورته الغالية فمصيرهم اما الى زوجة الأب الأخرى وكلنا يعلم اثر زوجة الاب الا من رحم الله على الأطفال وكم سمعنا من صنوف التعذيب يتعرض لها الاطفال من زوجة الأب خاصة اولئك النسوة اللاتي يعانين اضطرابات نفسية وشخصية كما ان زوج الام لن يقوم مقام الاب بل قد يصبح مصدر اذى للاطفال ويلحق الضرر بهم او لأهل الزوج أو الزوجة وجميعهم لن يقوموا مقام الأب والام رغم ما يحاولون القيام به حيث ان التغذية العاطفية لن تأتي الا من مصدرها (الاب والام) او الى دور الرعاية وجزى الله القائمين عليها خير الجزاء او الشارع وشياطين الانس وهنا ينشأ جيل مضطرب يعاني العديد من الاضطرابات النفسية والشخصية والاجتماعية والاخلاقية والسبب وراء ذلك هو الطلاق. والحقيقة ان اثر الطلاق على الاطفال يحتاج لزاوية مستقلة. كما ان المجتمع برمته يعاني من اثر الطلاق وربما تنتشر العديد من الانحرافات السلوكية والخلقية والاجتماعية من وراء الطلاق، وهنا يمكن القول إن الطلاق خبرة أليمة على جميع المستويات.