طالب الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية بوجوب وجود أفراد ومؤسسات ومراكز متخصصة بدراسة الفتن والأزمات والتحذير منها، وتوعية الناس بالموقف الشرعي للمسلم من الفتنة قبل وقوعها ؛ إذ يجعله ذلك مؤهلاً للاحتراز منها والابتعاد عنها؛ لأن كثيرًا ممن يثيرون الفتن ويؤججون نارها لا يعون أضرارها، ولا يدركون عواقبها الوخيمة، وتداعياتها الجسيمة، وأنهم أول من يكتوون بنارها. ودعا الدويش في أحدث دراساته ( العواصم من الفتن قبل وقوعها في ضوء السنة النبوية ) بتربية النفس والآخرين على أهمية الاستعاذة بالله من الفتنة لما لها من دور كبير في درء الفتنة، ومن مقتضيات الاستعاذة عدم الاقتراب من الفتن وأسبابها؛ لأن من حام حول الْحِمَى يوشك أن يقع فيه. وقال الدويش في دراسته الصادرة حديثاً عن مركز بحوث الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى: يجب إعانة ولي الأمر لأداء مهمته العظيمة، وهي الحفاظ على مصالح العباد والبلاد، ودرء الشرور والفساد ، وذلك بمناصحة أهل العلم والفضل له ، ولكن بالضوابط الشرعية، والقواعد المرعيَّة في هذا الباب، التي بينها العلماء الربانيون، فالإمام يعتبر صِمَامًا للأمان في وجه الفتنة. وشدد الدويش على ضرورة الالتفاف حول العلماء الراسخين في العلم فذلك يضيء درب المسلم، ويقيه كثيرًا من الفتن، كما أن العلم النافع والعمل الصالح لهما دور كبير في درء الفتن ومواجهة الأزمات. ولفتَ الدويش إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين، ولذا يجب الاهتمام بالإعلام الهادف البناء لما له من دور مهمّ في الاتقاء من الفتن وشرها، وفي كشف الحقائق، ودحض الشبهات، وإزالة الغموض” فالإعلام الهادف بمثابة الشمس التي إذا أشرقت تبددت كتل الظلمات. ولذا علينا أن نسد كل الذرائع التي قد يستغلها الأعداء لإثارة الفتن، خاصة من جهة وسائل الإعلام، وأن نتنبه للحروب الباردة التي يشنها الأعداء”. وقال الدويش: إن باب الولاء والبراء باب يتألق كالتاج بين أبواب الشرع، وأن العالَمَ لو عرفه حق المعرفة لطالبوا بتدريسه في كل الجامعات وجميع المدارس والمعاهد، لأنه جاء مؤطرًا ومنظمًا بتنظيم رائع للحب والبغض المتأصلين في جميع الأنظمة والمناهج..، بل في فطر جميع البشر. وأضاف الدويش: لقد شوهت صورة هذا الباب العظيم، وحرفت أهدافه، وظُلم من قِبَلِ بعض من يدعي محبته! وإن كان هؤلاء قلة ونشازًا، وذلك بالإفراط والمبالغة وتحميله ما ليس فيه... حتى أعطوا للغير انطباعًا سيئًا عنه. وظُلم - أيضًا – هذا الباب أقبح الظلم من قِبل حاقديه وشانئيه بالتشويه والتحريف..، والتزوير والتهويل..، وهم أبعد ما يكونون عن فهم هذا الأصل الأصيل في الإسلام، لأنهم لم ينظروا إليه بعين الإنصاف، بل بعين السخط التي لا تبدي إلا المساوئ، إن كانت هناك مساوئ، وانطلقوا في حكمهم الجائر عما يكنونه من كره وبغض تجاه الإسلام ، وعززوا رأيهم بتصرفات الغلاة من المسلمين ، ولم يدروا - أو ما أرادوا أن يدروا - أنه لا يُحكم على المبدأ من خلال تصرفات بعض التائهين من أهله.