لم يعد الوقت يسعفني خلال الفترة الحالية لمتابعة الكثير من الإصدارات السعودية والعربية سواء تمثلت في الصحف أو المجلات الأسبوعية أو الشهرية وهذا ماجعلني أفضل أن يكون جل وقتي في القراءة مقتصرا على الكتب الأدبية والثقافية والاجتماعية في زمن غاب فيه الكتاب عن أيدي الكثيرين . وبين هذا وذاك فضلت أن تكون متابعتي للإصدارات الأخرى المهداة والمتمثلة في المجلات المتخصصة الصادرة عن بعض القطاعات الحكومية أوالاهلية مقتصرة على أبرز العناوين لكون هذه المجلات مرتبطة بنوع من الدعاية حول الجهة الصادرة عنها . وحينما وصلني العدد الثالث عشر لشهري جمادى الأولى وجمادى الآخرة من مجلة (ترحال) الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة والآثار توقفت قليلا معتقدا أنني أمام مجلة مليئة بالدعاية والإعلان عن الهيئة غير أن اعتقادي لم يكن في محله فلم تكن مجلة (ترحال) كغيرها من المجلات الحكومية ذات طابع رسمي تحمل أخبار المسئولين واجتماعاتهم إذ خرجت للقارئ بأسلوب صحفي جيد أكد على قدرة رئاسة التحرير في إيصال الرسالة السياحية بمهنية . وهذا ماجعلني أسأل أهذه المجلة صادرة عن الهيئة العامة للسياحة والآثار؟ . أم أنها مجلة ثقافية اجتماعية؟. وبين أسئلة طرحتها وأخرى لم أطرحها أدركت أن هناك جهات حكومية لاتسعى للحديث عن ذاتها بقدر سعيها لعكس الصورة الايجابية الصادقة عن السياحة والآثار بالمملكة وهذا ما تمثل في العديد من المواضيع بدءاً من استطلاع الطيران الشراعي والذي أوضح أنه من أسرع الهوايات في المملكة مرورا بمعرض المواقع السعودية المرشحة لقائمة التراث العالمي والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومعالي مدير عام المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو). وبين أخبار وتحقيقات تناولت العديد من مدن المملكة كان استطلاع (أثر بعد عين) والذي حمل عنوان (طريق الفيل .. أسرار تغري بلذة الاكتشاف!) من أبرز المواضيع الصحفية التي تناولها العدد فقد تناول الأمكنة والأزمنة من صنعاء إلى مكةالمكرمة . وهو استطلاع يحكي قصة أصحاب الفيل الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وهذا الاستطلاع يذكرني برحلة كان علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر (رحمه الله) يعتزم تنفيذها بدعم من بنك الرياض قبل وفاته بسنوات غير أن كبر سنه ومرضه حرماه من تنفيذها . فتحية تقدير وإعجاب أبثها للأستاذ ماجد بن علي الشدي رئيس تحرير (ترحال) وأعضاء هيئة التحرير الذين أعادوني لسنوات مضت يوم كنت أبحث عن مجلة (العربي) الكويتية لأقرأ ماتتضمنه من استطلاعات عن دول ومدن بعيدة عن العين قريبة من العقل .