في غمرة فرح طلاب العلم بمكة المكرمة ومن حولها بحصول أخي محمد الزين ابن الشيخ اسماعيل الزين العالم المكي الفقيه على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه في 25/5/1430ه , فقبل حصوله على الشهاة العالمية بجدارة وامتياز , فهو قد تخرج من عباءة بيوتات العلم بمكة المكرمة وتفقه على فقه المذاهب الإسلامية بسماحتها واعتدالها , وأمعن النظر في نوازل الأمة ومقاصد الشريعة , وتزين باخلاق العلم والعلماء , وانتهل من معين الكرماء الفضلاء , و لم يتوقف عن الدراسة والمدارسة في سبيل نهل العلم والمعرفة من أجل خدمة العلم وأهله , وهاهو اليوم يتصدر بحصوله الشهادة العالمية مكان اولي النهى فقها وعلما وأدبا . فالفقيه المعاصر لابد أن يبحث في كل شؤون الحياة مما له تعلق بحكم شرعي عملي وهو بهذا يشمل العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والفقه الجنائي وفقه القضاء ويشمل كذلك الفقه السياسي (السياسة الشرعية) وهذا لا يأتي إلا لمن درس علم أصول الفقه و أن يكون له إلمام بالقواعد الأصولية الفقهية ومقاصد الشريعة ولا بد له أن يفهم الإطار الواقعي الذي تتم فيه النازلة أو المصلحة وهو ما فعله الدكتور محمد إسماعيل الزين في رسالته الموسومة بعنوان (الاستدلال بالمصالح المرسلة في القضايا المالية المعاصرة) ليس في تأصيلها الشرعي والعلمي فحسب وإنما من أهمية المصالح في حياة الأمم و أيضا في تصويره للمعاملات وتصورها ومن ثم الحكم عليها تطبيقا للقاعدة الفقهيه (الحكم على الشئ فرع عن تصوره) فالقضايا المالية والمصرفية من فقه النوازل ونموذج العشرين مسألة التي طرحها الشيخ الزين للدراسة جدير بإخراجها للناس في رسالة خاصة للفائدة والاستفادة. وهو هنا يؤكد بدون ادنى شك ان الحياة العلمية و الإبداعية لا تتوقف على نيل الشهادة العليا بل الحضور في المجتمع بالابحاث والدراسات هي المؤشر على هذا الحضور الفاعل المتميز لاسيما وان الأمة بحاجة لمن يسبر اغوارها شريعة وحقيقة وطريقة بابحاث جادة تهم المسلم في حياته العلمية و العملية والتجارية والاخلاقية وخير من يقوم بذلك هم الشباب القادم من الأسر المكية العريقة في حمل راية العلم وخدمة طلابه وتعليمه لنشره بين الناس باعتدال وحكمة واتزان وما محمد الزين إلا من هولاء الفقهاء القادمين على مشاعل النور والعلم والهداية فليبارك الله جهودهم واوقاتهم وخدمتهم للعلم وأهله.