ربط منتخبنا الأول لكرة القدم مصير تأهله إلى نهائيات كأس العالم المزمع إقامتها في جنوب إفريقيا عام 2010، بمباراته الأخيرة المرتقبة أمام منافسه المباشر الكوري الشمالي في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية. وخرج (الأخضر) من اللقاء الذي جمعه بكوريا الجنوبية في سيئول أمس متعادلاً دون أهداف، فتعادل نقاطاً مع كوريا الشمالية برصيد 11 نقطة لكل منهما، على أن يكون الفصل في لقائهما الحاسم في الجولة الأخيرة في الرياض في ال 17 من الشهر الجاري. من جانبها، رفعت كوريا الجنوبية التي كانت ضامنة تأهلها إلى النهائيات من الجولة الماضية رصيدها إلى 15 نقطة. وتلعب إيران الرابعة (7 نقاط) مع الإمارات (نقطة واحدة) في طهران اليوم أيضاً ضمن المجموعة ذاتها. وسيكون المنتخب السعودي بحاجة إلى الفوز في الجولة الأخيرة لضمان تأهله مباشرة إلى النهائيات للمرة الخامسة على التوالي، لأن كوريا الشمالية كانت فازت في لقاء الذهاب في بيونغ يانغ 1-صفر مطلع فبراير الماضي، كما أن فارق الأهداف يصب في مصلحتها (سجلت 7 أهداف واهتزت شباكها 5 مرات)، في حين سجل منتخبنا 8 أهداف وتلقت شباكه عددا مماثلا.. الشوط الأول: لم يقدم منتخبنا مستوى جيداً على مدار دقائق المباراة فتفاوت إصرار لاعبيه على الفوز، رغم كونه الأفضل في الدقائق الاولى ثم في ربع الساعة الأخير، في حين كان أصحاب الأرض الأخطر في معظم الفترات الأخرى. وكانت الأفضلية والسيطرة الميدانية في الدقائق الأولى سعودية مع تصميم واضح على اختراق المنطقة الكورية والتسجيل مبكرا، فكانت تحركات مدروسة بين محمد نور وناصر الشمراني وياسر القحطاني. وجاءت الفرصة الأولى من ركلة حرة سددها لي كيون هو مرت كرته قريبة من القائم الأيمن لمرمانا(10)، قبل أن يتلقى ناصر الشمراني كرة من الجهة اليمنى عند نقطة الجزاء تماما ويستدير ويسددها قوية أبعدها الحارس لي وونغ جاي لتتهيأ أمام ياسر القحطاني على مقربة من القائم الأيمن فحضرها أمام المرمى دون أن تجد من يتابعها (14). وكانت انطلاقات منتخب كوريا الجنوبية من الهجمات المرتدة خطيرة على مرمى وليد عبد الله خصوصا عبر المتألق بارك جي سونغ، لكن الفرص الحقيقية غابت لدقائق إلى ان أطلق أحمد عطيف كرة قوية بيسراه على يمين المرمى (26). بعدها، فرض أصحاب الأرض سيطرتهم في الدقائق العشرين الأخيرة وحصلوا على أكثر من فرصة للتسجيل لكن الحارس وليد عبد الله والمدافعين تكفلوا بابعاد الخطر. في المقابل، عاب منتخبنا البطء وسوء الانتشار في الملعب ما سمح للكوريين بقطع تمريراته وإفشال خطورته باستثناء بعض المحاولات ككرة قوية لمحمد نور مرت على يمين المرمى (38). وتدخل وليد عبد الله لإبعاد كرة قوية من لي كيون هو (40)، ثم أبعد كرة هدف أكيد لكيون هو نفسه بعد ثوان إثر معمعة في منطقة الدفاع. الشوط الثاني: عمد خلاله بسيرو إلى إحداث توازن أكبر في خط الوسط خصوصا بعد إصابة عبده عطيف فأدخل عبد الرحمن القحطاني بدلا منه املا في ان يتمكن من مد ياسر القحطاني وناصر الشمراني بالكرات المتقنة لترجمتها إلى أهداف. وسنحت فرصة لكوريا الجنوبية لافتتاح التسجيل حين تلقى بارك شو يونغ كرة من الجهة اليسرى ارتقى لها وأكملها برأسه فوق العارضة (56)، ثم سدد بارك شو يونغ نفسه كرة من ركلة حرة من نحو 20 مترا فأبطل وليد عبد الله مفعولها على دفعتين (60). وانطلق منتخبنا بهجمة مرتدة بعد ثوان قليلة مرر على إثرها عبد الرحمن القحطاني كرة أمامية رائعة إلى ناصر الشمراني الذي وجد نفسه في مواجهة الحارس فحاول إيداعها المرمى لحظة خروج الأخير، لكنها ارتطمت به وتابعت طريقها بعيدا عن الخشبات. وتحرك هجوم (الأخضر) في الدقائق العشرين الأخيرة بعد ان زج بيسيرو بنايف هزازي بدلاً لناصر الشمراني، فحصل السعوديون على بعض الفرص أبرزها لياسر القحطاني الذي تلقى كرة داخل المنطقة فتخلص من مدافعين وسددها قوية قريبة جدا من القائم الأيسر (73). واستبسل وليد عبد الله بعد لحظات قليلة في إبعاد كرة هدف كوري اكيد على 3 دفعات إثر ركلة ركنية. طرد عطيف: وأكمل الأخضر المباراة في الدقائق العشر الأخيرة ب 10 لاعبين بعد طرد أحمد عطيف لنيله إنذارين من قبل الحكم الأسترالي بنجامين وليامس، لكن (الأخضر) كاد يخطف هدفا قاتلا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع حين مرر عبد الرحمن القحطاني كرة من الجهة اليسرى ارتقى لها هزازي وتابعها برأسه علت العارضة بقليل. الثالثة لبسيرو والعاشرة للفريقين: مباراة الأمس كانت الثالثة لمنتخبنا تحت إشراف مدربه البرتغالي خوسيه بيسيرو على الصعيد الرسمي، حيث كان قاده إلى الفوز في المباراتين الأوليين على إيران في طهران 2-1، وعلى الإمارات في الرياض 3-2. يذكر أنها المواجهة العاشرة بين المنتخبين السعودي والكوري الجنوبي حتى الآن، حيث فازت السعودية 4 مرات وخسرت مرتين، وكان التعادل سيد الموقف 4 مرات أيضاً.