تطالعنا الصحف المحلية في الآونة الأخيرة أخبار حول ابتزاز بعض الشباب هداهم الله لبعض الفتيات والنساء وذلك عن طريق التهديد بنشر صور لهن أو تسجيلات صوتية أو بعض الخصوصيات الخاصة بهن ومن خلال ذلك أرى أن تورط البعض منهن في تكوين علاقات مشبوهة مع تلك الفئة من الشباب الذين يتفننون في إعداد ورسم الخطط لايقاعهن واصطيادهن وابتزازهن مادياً أو لإجبارهن على تنفيذ رغباتهم ومتطلباتهم بعد أن يوهموهن بالحب الصادق والنية الشريفة والكلمات المعسولة وهم في الأساس يكذبون ويتشدقون باسم الحب والحب بريء من ذلك ..وبين ليلة وضحاها وبعد أن استولوا على ما يريدون يظهرون الوجه الآخر - القذر - ويبدأون بالتهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور وبما يملكون من أدلة لتبدأ مرحلة المعاناة لدى الفتيات والنساء المغرر بهن والقلق ليل نهار من اكتشاف الأمر لدى أولياء أمورهن وخوفاً من الفضيحة واكتشاف الأمر أو التمادي في الابتزاز ..الخ. والقصص على ذلك متعددة ممن تورطن مع تلك الفئة التي لا تخاف الله سبحانه وتعالى ، لقد روت لي احدى الأخوات الكريمات عن معاناتها ومعاناة صديقة لها حيث تقول: لقد تعرفت على شاب منذ سنة وبعد أن تكونت العلاقة بيننا وسلمته بعض صوري بدأ يهددني ويطلب مني الخروج معه وارسال مبلغ شهري على حسابه لا يقل عن ألفي ريال...فبدأت في البداية اعتذر له عن الخروج لظروف أسرية ولكنه قبل بإرسال المبلغ نهاية كل شهر فمضى على ذلك أكثر من ثمانية أشهر وأنا أدفع له ذلك المبلغ وفي الآونة الأخيرة طلب مني الخروج وأصر على ذلك وإلا سيفضح أمري لأسرتي وهنا وبعد معاناة وألم وسهر أبلغت المسؤولين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين خططوا للقبض عليه طبعاً بالتعاون معي في وضع تلك الخطة والقبض عليه وانقذوني منه ولله الحمد ، مع أنني كنت السبب وهذا ما جنته يداي ..أما صديقتي فقد تعرفت هي الأخرى على شاب عبر الأنترنت مع أنها متزوجة من رجل يهملها ولا يقدر الحياة الزوجية فوجدت في البداية الكلام المعسول والعبارات المؤثرة التي حرمت منها من أقرب الناس لها وهو زوجها فانقادت إلى الابتزاز عندما علم بأنها موظفة وتتقاضى راتباً كبيراً..وبدأ يطلب منها صوراً لها ولزوجها ولمنزلهما من الداخل فكانت توافقه على ما يريد ، وبعد مرور ثلاثة أشهر طلب منها الخروج ومضاعفة المبلغ وإلا سيرسل صورها وصور زوجها وبيتها إلى زوجها ، وهنا بدأت تتوسل إليه وتطلب منه أن يقدر ظروفها ولكنه أصر على ذلك فما كان منها إلا أن استعانت بأحد رجال الهيئة الذي ساعدها في القبض عليه وكشف حقيقته..ومن هنا وبعد أن عرضت هاتين الحالتين أقول لاخواتي وبناتي الفتيات هل من تدبر؟! وهل أخذتن العبرة؟! إياكن من حفظ صوركن أو صور لأسركن في البريد الالكتروني حيث إنه عرضة سهلة للاختراق والسرقة والسطو عليها ..واياكن من العبث بسمعتكن أمام الذئاب المفترسة وإياكن من الاندفاع وراء الكلمات البراقة والعبارات المعسولة وإعطاء خصوصياتكن للآخرين ..وعليكن عدم الرضوخ لأي مطلب كان ، وعليكن الاسراع في ابلاغ الجهات المختصة قبل فوات الأوان. أما أولياء الأمور فأقول لهم: عليكم بالمراقبة الجادة للحفاظ على من تعولون ..فالعلاج يبدأ من المنزل ثم المدرسة فالمسجد فوسائل الاعلام بالترتيب لايقاف مثل هذه التصرفات السيئة. أما الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة وفي مقدمتها جهود رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي جهود تذكر فتشكر ..وأن ما يقومون به مأجورين عليه من المولى عز وجل قبل كل شيء. والله أسأل أن يوفقهم ويسدد خطاهم جميعاً ويصلح شبابنا وشاباتنا ويهدينا جميعاً طريق الحق والصواب. همسة: يقول المثل: (من دق باب الناس دقوا بابه)