تحتفي دول العالم اليوم الأحد باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذا العام موضوع “التحذيرات الصحية للتبغ” (أظهروا الحقيقة.. التحذيرات المصورة تنقذ الحياة ). وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة بهذه المناسبة أن شعار هذا العام جاء مناسباً حيث تعتبر هذه التحذيرات الصحية والتي توضع على علب السجائر من بين أقوى وسائل الدفاع ضد الوباء العالمي للتبغ مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية قد وافقت على استخدام التحذيرات الصحية التي تتضمن كلمات وصور لأنها تعتبر من أفضل الوسائل إقناعاً للناس للإقلاع عن التدخين حيث ظهرت التحذيرات المصورة في عدد من الدول الآن. وبين الدكتور خوجة أن المنظمة شجعت الدول الأعضاء على استخدام هذه التحذيرات الصحية المصورة والمكتوبة مع تبني معايير لزيادة الفاعلية بما في ذلك أن تغطي التحذيرات نصف وجه العلبة من الأمام والخلف مضيفاً أنه على الدول التي صدقت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ الالتزام بوضع التحذيرات على علب السجائر وعلى الأغلفة الخارجية لها مع التأكيد على احتواء التحذيرات على صور حيث تقوم المنظمة بتقديم المساعدة التقنية للدول الأعضاء في هذا الصدد. وأضاف الدكتور خوجة أن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون في اجتماعهم السابع والستين والذي عقد في جنيف قبل أيام قليلة أكد على أهميته حيث تم اختيار نماذج من التحذيرات المصورة أعدها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وتم تحويرها بما يتناسب مع الأعراف والتقاليد الخليجية حيث تم استعراض جميع الصور التحذيرية والبالغ عددها ( 12 ) صورة تم مناقشة محتوياتها باستفاضة وإجراء بعض التغييرات عليها وخاصة في العبارات الكتابية والعمل على ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بما يتوافق مع عادات وتقاليد دول المنطقة. كما وافق الوزراء على أن تكون الصورة والتحذير الصحي في الجهة الأمامية والخلفية للعبوة وفي النصف العلوي من مساحة العرض الرئيسية وأن يكتب التحذير الصحي باللغة العربية على الجهة الأمامية وباللغة الإنجليزية على الجهة الخلفية ، وأن لا تقل مساحة التحذير الصحي والصورة معاً عن 50% من مساحة العرض الرئيسية لكل جهة وأن يشمل ذلك أيضاً جميع عبوات منتجات التبغ التي تعرض للمستهلك مباشرة. وأفاد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أنه تم موافاة هيئة التقييس لدول الخليج العربية بهذه التحذيرات المصورة لوضعها ضمن المواصفات القياسية الخليجية للسجائر كما وافق الوزراء على استصدار التشريعات الملائمة لمنع بيع السيجارة الالكترونية في الصيدليات في دول مجلس التعاون ومعاملتها كأحد أشكال التدخين وتطبيق جميع القواعد التي تطبق على التبغ ومشتقاته والعمل على استمرار بذل المساعي والجهود لإقناع لجنة التعاون المالي والاقتصادي ووزراء المالية برفع التعرفة الجمركية على التبغ ومشتقاته إلى 200% لما ثبت من نجاعة وجدوى هذا الإجراء عالميا في العديد من دول العالم وتنفيذا لمواد الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ. كما وافق الوزراء على تشكيل فريق عمل من وزارات الصحة والجهات المعنية الأخرى ذات الاختصاص لوضع ضوابط تنظيم تداول وتسويق منتجات التبغ بدول مجلس التعاون على ضوء متطلبات الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ والمبادئ التوجيهية الخاصة بها، وحث الدول الأعضاء على إجراء دراسة وبائية موحدة حول ( محددات استخدام التبغ بين البالغين في دول مجلس التعاون ) وذلك بالتنسيق مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وقال الدكتور توفيق خوجة بأنه يكفي القول بأن استخدام التبغ يؤدي إلى أكثر من 400.000 وفاة سنوياً من الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية والسرطان كما أن التدخين أثناء الحمل يؤدي إلى وفاة نحو 1000 طفل سنوياً ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة أخطار ولادة أطفال مشوهين وتأخر في النمو داخل الرحم كما يلوث جو البيئة مما يساهم في وفاة 38.000 شخص تقريباً كل سنة. من ناحية أخرى أثبتت الدراسات والتقارير الموثوقة الفائدة الملموسة لاستراتيجيات تدخلات التوقف عن التدخين وبناء على تقديرات منظمة “الفاو” للاستهلاك العالمي في عام 2010م، وبحسب معدل النمو العادي أو الخط الأساسي، فمن المتوقع أن يبلغ حجم الخسارة الاقتصادية العالمية الناجمة عن شراء التبغ وتبعاته الاقتصادية العلاجية والإنتاجية حوالي 195 مليار دولار أما عند وجود تدخل قوي من قبل الحكومات العالمية بوضع تدابير وإجراءات إضافية لمكافحة التبغ فمن المحتمل تقليص الرقم الأخير إلى نحو 175 مليار دولار علماً بأن جميع المبالغ المذكورة قد أجريت وفقاً لتقديرات التكلفة حسب أسعار عام 1990م ومتوسط سعر بيع الطن الواحد من التبغ بحوالي ثلاثة آلاف دولار وعند تقدير عدد الوفيات المبكرة المتوقعة نتيجة استهلاك التبغ لعام 2010م فتتراوح بين 4.2 مليون إلى 4.65 مليون إنسان، وبحسب تقديرات الاستهلاك المتبعة في استخدام أي من الحالتين السابقتين للنمو. الجدير ذكره أن المكتب التنفيذي قد قام من جانبه بإصدار ملصق توعوي يبرز أهمية المناسبة وشعار اليوم العالمي للصحة.