أعرب الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثانية لعام 1430 ه عن تقديرهم لجهود المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في تشجيع التواصل والحوار بين الثقافات والحضارات وتعظيم الاستفادة من الفكر والإبداع العلمي والإنساني في جميع المجالات. ورفع الفائزون بالجائزة في استطلاع لرصد انطباعاتهم إزاء الفوز بالجائزة عن شكرهم وامتنانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمبادرته الرائدة في رعاية جائزته – يحفظه الله – العالمية للترجمة، مؤكدين أن عالمية الجائزة وقيمتها تمثل حافزاً كبيراً لكل المعنيين بالترجمة والمهتمين بها. في البداية أكد الدكتور فايز الصياغ أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي بالجامعة الأردنية والفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في فرع العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى سعادته بالفوز بالجائزة والتي تعد وساماً على صدر كل من يفوز بها، مشيراً إلى أن الجائزة كانت حافزاً لإقدامه على ترجمة كتاب (عصر رأس المال)، استجابة لجانب من الأهداف النبيلة التي سعت إليها هذه الجائزة المرموقة، لتعزيز التواصل الفكري والحوار المعرفي الثقافي الخلاق بين الأمم والتقريب بين الشعوب والحضارات. وأضاف د. الصُُياغ ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر لراعي الجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المبادرة التي تضاف إلى مبادرته الكثيرة لرفعة الأمة العربية والإسلامية وخير الإنسانية. من جانبه قال الدكتور محمد الطاهر الميساوي الفائز بالجائزة في فرع ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الآخرى، لاشك أن الحصول على جائزة بحجم جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، من شأنه أن يبعث في المرء شعورًا قويًّا بالبهجة والرضا بما أنجز من عمل، ليس فقط بسبب الجانب المالي أو المادي للجائزة مع أهميته، ولكن الأهم من ذلك أنه ينطوي على تقدير معنوي كبير للجهد العلمي والفكري الذي يبذله المترجم مسهما بذلك في نقل جانب من المعرفة لا شك أنه سيؤثر في حياة الكثيرين من مستخدمي اللغة المنقول إليها العملُ المترجَم، وسيفتح عقولهَم ووعيَهم على آفاق جديدة من الفهم والإدراك، ما كان لهم أن يرتقوا إليها لولا الجهد الذي يبذله المترجم. وفضلاً عن ذلك، فإن الفوز بمثل هذه الجائزة يولد في نفوس الكثيرين ممن لهم صلة بالمترجِم قدرًا كبيرًا من الفخر والاعتزاز أنه يشحذ عزيمته ويقوي دوافعه لمزيد من الإنجاز في مجال الترجمة أو في غيره من المجالات. وأضاف د. الميساوي إن هذه الجائزة خطوة تستحق كل التقدير والتثمين، وهي في الحقيقة غير مسبوقة في التاريخ الفكري والثقافي للمسلمين في العصر الحديث، لا على مستوى الدول والحكومات ولا على مستوى المؤسسات العلمية والثقافية المحلية والإقليمية. فهي بذلك لبنة مهمة على صعيد الدعم والتشجيع لجانب حيوي في التواصل العلمي والفكري والثقافي الرصين بين العرب المسلمين وغيرهم من الشعوب والحضارات في العالم، وإني لآمل أن تكون هذه الجائزة حفزٌ لمبادرات أخرى في هذا الاتجاه ترتقي بأوضاع الترجمة على نحو يجعلها أكثر فعالية وأقدر على الاستمرار على نحو منهجي منظم. وتحدث الدكتور تشوي يونغ كيل أستاذ الدراسات العربية في جامعة ميونجي بكوريا الجنوبية والفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب (النبي محمد) فقال: لم أتوقع الفوز بهذه الجائزة، التي حبتني بالشرف والفخر ليس لي فقط بل لأسرتي وجامعتي بل لبلدي كلها. فأنا أشعر أنني أسعد رجل وأقول لنفسي ولأصدقائي وزملائي إنني رجل سعيد كرجل سعيد في أغنية كورية مشهورة. وأضاف كيل، ولا شك أن هذه الجائزة العالمية التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين تمثل حافزاً عظيماً لكل العاملين في ميدان الترجمة مشيراً إلى أن للترجمة دوراً مهم في تعريف حقيقة الإسلام ونشر اللغة العربية وثقافتهما، بالإضافة إلى أنها إحدى الوسائل الهامة التي تربط الثقافات معا، وخاصة الثقافة الإسلامية، وتفاعلها مع الحضارات الأخرى، فالجائزة التي ينالها المترجم الذي كلّ وتعب في هذا العمل الشاق هي بمثابة تاج يوضع على الرأس، فبدون المكافأة يشعر الإنسان أن عمله لا أحد يحس به، وعندما تأتي الجائزة يشعر أن تعبه لم يذهب سدُى، ويتضاعف هذا الشعور عندما تكون هذه الجائزة بحجم جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة والتي تمثل مصدر فخر لكل من يفوز بها. جائزة مرموقة أما الدكتور حاتم النجدي أستاذ الالكترونيات والاتصالات بالجامعة السورية والفائز بالجائزة في فرع ترجمة العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية، فقال إنه لشرف عظيم لي أن أفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، والحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن أكون من الفائزين بهذه الجائزة الكبيرة، نظراً لمعرفتي بقوة المنافسة بين المرشحين لها، ولم اصدق نفسي حين عرفت بذلك. وأضاف د. النجدي: ولا شك أن مثل هذه الجائزة العظيمة، تمثل حافزاً مهمة للترجمة في المجالات ذات المستوى الرفيع، فعند التحدث عن الترجمة، يجب أن نفرِّق بين المواد التي تلقى رواجاً في الأسواق وتلك التي تهم قطاعاً محدوداً من الناس ففي المجالات ذات المستوى الرفيع، أكانت آداباً أم علوماً، يكون عدد المهتمين قليلاً عموماً، وهذا ما يجعل الترجمة غير ذات مردود مادي بالنسبة إلى المترجم. أضف إلى ذلك الجهد الكبير الذي على المترجم بذله للخروج بعمل قيم، وإذا كان من المعروف إن حركة الترجمة من وإلى العربية ضعيفة جدا بالمقارنة مع تفعله الأمم الأخرى. لذا، يصبح التحفيز أمر ضروري، أكان معنويا أم ماديا أو كليهما. وجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة، بالاتجاهين من العربية وإليها، مبادرة كريمة لتشجيع أولئك القادرين على الترجمة، على أداء واجبهم تجاه أمتهم. من جانبه قال الدكتور بندر بن ناصر العتيبي الفائز بالجائزة في فرع ترجمه العلوم الإنسانية إلى اللغة العربية: تعجز العبارات أن تصف المشاعر التي تختلج بداخلي لكنني ببساطة أشعر بالفخر أن يدرج أسمي ضمن من كان لهم الشرف بالحصول على جائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين. فالتكريم الذي حصلت وزملائي عليه إنما هو تشريف لنا يضاعف المسؤولية ويحفز على بذل المزيد من أجل المساهمة في ولو بشكل بسيط في الحراك العلمي الذي تشهده المملكة والذي يقوده خادم الحرمين الشريفين. وأضاف تقوم الترجمة بدورٍ أساسي في حفظ التراث العالمي من الضياع والتلف من خلال نقل ثقافة الأخر، من هنا فإن الجائزة مشروع رائع لخلق حوار دائم بين التجمعات البشرية ذات الثقافات المتنوعة من أجل تفاعلها في إطار العلاقات المبنية على التبادل الثقافي الحر. ولعل التاريخ يعيد نفسه، فعندما توسعت الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي ومن بعده العصر العباسي أحس العرب بأهمية الاستفادة من علوم الدول المتقدمة علمياً في تلك المرحلة فتمت ترجمة علوم اليونان والفرس وباقي الأمم الأخرى إلى العربية الأمر الذي أدى إلى ازدهار المكتبة العربية ومن ثم أثر إيجاباً في تقدم العرب والمسلمون في علوم الطب والفلك والرياضيات والفلسفة والنقد وغيرها من العلوم على باقي الأمم المعاصرة لها في تلك الحقبة. شرف وفخر من جانبها قالت الدكتورة هنية محمود أحمد مرزا والفائزة بالجائزة في العلوم الإنسانية إلى اللغة العربية عن كتاب تدريس التلاميذ ذوي الإعاقات المتوسطة والشديدة، حقيقة أعجز عن وصف مشاعر الغبطة والحبور التي انطبعت في نفسي منذ تلقي خبر الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة والتي أثق أن الفوز بها ينمحني شرف ومكانة، متميزة ستلازمني طوال حياتي، وكيف لا ؟ فهي جائزة عالمية ومن والدنا خادم الحرمين الشريفين، هذا بالإضافة إلى كوني أول سعودية تفوز بهذه الجائزة، وهو ما يمثل إضافة للرصيد المشرف لانجازات المرأة السعودية في جميع المجالات والتخصصات، ولي الفخر بمساهمتي في هذه الإضافة وانه لمدعاة للفخر أن تتخطى إنجازات المرأة السعودية الحدود المحلية وتصل إلى المستوى العالمي، والمتابع لانجازات المرأة في الملكة العربية السعودية على علم بمثل هذه الإسهامات الرائدة التي بدأت تسجلها والجوائز التي بدأت تحصدها محلياً وعالمياً. وكوني أول امرأة وسعودية تفوز بهذه الجائزة يعطي تأكيداً بأن أنشطة الترجمة لا تقتصر على علم أو تخصص دون آخر، ولا تعتمد على جنس المترجم صاحب الاهتمام (ذكرا كان أو أنثى) وأن المجال متاح لكل ذي اهتمام بأن يختار ما تتولد لديه القناعة لترجمته، فمعايير الترشيح لهذه الجائزة هي معايير وضوابط عالمية وبالتالي أصبحت دافعاً قوياً لزيادة إسهامات المرأة السعودية والعربية في مجال الترجمة من وإلى العربية، وتشجيع الحراك الثقافي بين مختلف الشعوب واللغات والثقافات، وحول أهمية الجائزة في دفع حركة الترجمة أضافت د. هنية مرزا تساهم الترجمة إلى اللغة العربية في نقل التراث المتخصص من الدول المتقدمة إلى الدول النامية وتتابع المسيرة والاستفادة من تجاربهم وتبدأ من حيث وصلوا، في حين تساهم ترجمة التراث العربي إلى اللغات الأخرى في التعريف العلمي بهذا التراث ونشره، واعتقد أن ترجمة التراث العربي تساهم بشكل خاص في التعريف بالإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن عالمية الشريعة الإسلامية السمحة، وهذه المبررات كانت وراء قناعة خادم الحرمين ورؤيته الثاقبة لإقرار مشروعة الثقافي الجائزة العالمية للترجمة، والتي سوف تشجع الباحثين للمشاركة الفاعلة في مشاريع الترجمة وتحقيق طموحاته في هذا الاتجاه. وأعربت الشاعرة الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي عن سعادتها بتكريمها من قبل جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثانية مؤكدة أن هذا التكريم خير مكافأة لإسهاماتها في ترجمة الأدب العربي على مدار أكثر من 30 عاماً وخير حافز لها لمواصلة جهودها في هذا المجال. وقالت د. سلمى الخضراء أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره، دليلاً على أن هذا البلد الذي صدرت منه الرسالة الإسلامية الرفيعة مؤمِن، مَلِكاً ومثقفين، بأن التوجه إلى العالم بثقافتنا عبر الترجمة لنصوصنا الإبداعية والروحية هو طريقنا الأرقى للدخول إلى العالم. مؤكدة أن الجائزة حملت لها ما هو أكثر من الفرح الشخصي، وهو اليقين بأن ما كرستُ له ثلاثين سنة من الجهد المتواصل قد نال العرفان والتقدير الرسمي. إن الفرح الأكبر بهذه الجائزة يتجاوز الإحساس الشخصي عند إدراك ما فيه من منفعة راجحة للتراث العربي جميعه قديمه وحديثه، وللعرب المعاصرين الذين أصبحوا، لكثرة ما جابهوه من منغصات ثقافية وحضارية، واتهامات بالقصور الثقافي والحضاري، في أمَسّ الحاجة إلى استعادة الطمأنينة والكبرياء؛ وأضافت د. الجيوسي إن تأكيد الجائزة على أهمية نقل إبداعنا إلى الآخرين يشير إلى أن هدف الجائزة ليس فقط اكتساب المعرفة من إبداع الآخرين ولكنه أيضاً هدف ينحو إلى تأكيد دورنا الحضاري الإبداعي في العالم أي تأكيد جدارتنا الأصيلة وتاريخنا المليء بالعطاء المعرفي والإبداع السبّاق. وهو يطمئننا بأن مخطط الدخول إلى العالم بثقافتنا أصبح تصميما عند القائمين على الثقافة العربية في المملكة العربية السعودية، وأنهم حريصون على رعايته وتشجيعه، وقادرون على توجيه عملية التثاقف، التي هي راية العالم الآن، نحو موقف متكافيء مع الآخرين يعيد لنا مكاننا الحقيقي في ميدان الثقافة العالمية. وأشارت الجيوسي إلى إن ما يميز جائزة الترجمة التي تبناها جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره هو إصرارها على تشجيع الترجمة من العربية أيضاً وليس فقط إلى العربية، وهذا هو الموقف الجاد المجدي الذي يتطلبه مخطط التثاقف والتبادل المعرفي الرافض للبقاء خارج حلبة السباق الحضاري الذي سيشتد قوة في السنوات القادمة. ولذا فإن هذه الجائزة جاءت في تمام وقتها، فالترجمة من العربية إلى ثقافات الآخرين هي الدخول إلى العالم، وهي حفظ كرامتنا ومكاننا في التاريخ وهي كسب الأصدقاء وأنسنة التجارب الشمولية وكشف العطاء الثقافي الكبير الذي قدمناه والذي نستطيع تقديمه اليوم إلى العالم. كما أشار البروفسور الألماني فاندرتش هارتموت أستاذ الفلسفة الإسلامية بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ورقي أهدافها في تقل المعرفة والثقافة والعلوم بين اللغة العربية واللغات الآخرى معرباً عن سعادته الكبيرة بتكريمه من قبل هذه الجائزة العالمية والتي استطاعت في زمن قياسي أن تفرض وجودها في صدارة الجوائز الدولية المعنية بالترجمة. وقال البروفسور الألماني، أشعر أن هذا التكريم هو مكافأة على عمل أقوم به منذ أكثر من 25 عاماً، وحافزاً لمواصلة هذا الجهد مؤكداً أن الجائزة والتكريم له دلالات كثيرة على المستويين المادي والمعنوي، تمثل في مجملها حافزاً لكل المهتمين بالترجمة من وإلى اللغة العربية، ولاسيما أن الترجمة في كثير من الأحيان تتطلب إمكانات مادية تفوق قدرات كثير من الأفراد. وأعرب البروفسور الألماني عن شكره لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة لجودها الكبيرة في تنظيم هذه الجائزة واهتمامها بالأعمال المترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الآخرى وأصحاب الإسهامات البارزة في نقل الأدب والثقافة العربية إلى الدول الناطقة باللغات المختلفة، مشيراً إلى رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالجائزة، يمنحها مكانة كبيرة ويؤكد عالميتها ويجعل من الفوز بها أو نيل تكريمها مصدر سعادة وفخر لكل المترجمين في جميع أنحاء العالم، وهو ما أشعر به الآن بعد أن حظيت بهذا الشرف.