يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس السويسري عضو المجلس الفيدرالي وزير المالية المستشار هانز رودلف ميرتس، والذي يصل اليوم إلى الرياض في زيارة للمملكة. وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وترتبط المملكة العربية السعودية وسويسرا بعلاقات وطيدة تمتد إلى القرن الماضي حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين عام 1927م وتنامت مسيرة العلاقات بينهما منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وتواصل الحوار بين قيادتي البلدين الصديقين من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين في المملكة وسويسرا لإجراء المزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بينهما في جميع المجالات ومختلف الميادين. وتبرز في هذا السياق الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسويسرا في نوفمبر عام 2007م، حيث اجتمع برئيسة الاتحاد الكونفدرالي السويسري وزيرة الخارجية السيدة ميشلين كالمي راي، وجرى بحث مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الصديقين. وفي المجال الاقتصادي .. بلغت ذروة العلاقات التجارية بين المملكة وسويسرا عام 1975م بتشكيل اللجنة المشتركة السعودية السويسرية والتي عقدت اجتماعها التاسع في العاصمة السويسرية بيرن في شهر صفر عام 1430ه وتم في هذا الاجتماع التوقيع على برنامج عمل لتنمية الشراكة الاستثمارية والتجارية بين البلدين. وناقشت اللجنة خلال اجتماعاتها عدداً من الموضوعات الهادفة بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والعلمي والفني بين البلدين. وأكدت اللجنة عمق العلاقات وتطويرها منذ انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة في المملكة العربية السعودية وأهمية تعميق أوجه التعاون المنصوص عليها في اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والعلمي والفني الموقعة بين البلدين. وقامت اللجنة بتشكيل لجان عمل فرعية لمتابعة تنفيذ البنود التي تضمنها محضر الاجتماع الذي تم التوقيع عليه ومن أهمها إيجاد الآليات اللازمة لإقامة شراكة قوية بهدف تنمية العلاقات التجارية وزيادة المشاريع الاستثمارية المشتركة في البلدين وإقامة الشركات السويسرية المشاريع الاستثمارية المشتركة ذات التقنية المتقدمة في المملكة وتسهيل إجراءات دخول السلع السعودية إلى الأسواق السويسرية . وفي شهر فبراير عام 1999 وقع معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور إبراهيم العساف مع معالي المستشار الفيدرالي للاقتصاد الوطني وزير الاقتصاد السويسري بإسكان كوشبان في الرياض اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الإيرادات الناشئة عن أعمال النقل الجوي الدولي ومكافآت الموظفين بين حكومتي البلدين . وتتضمن الاتفاقية الإعفاء المتبادل من الضرائب المستحقة على أنشطة شركات الطيران الوطنية في البلدين ويعتبر توقيعها خطوة مهمة في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين . وتعد سويسرا واحدة من أهم شركاء المملكة التجاريين ويوجد حاليا بالمملكة 58 مشروعا استثماريا مشتركا بين المملكة وسويسرا . ويعتبر مجلس الأعمال السعودي السويسري أول مجلس أعمال مشترك لسويسرا مع دول مجلس التعاون وقد وقعت المملكة وسويسرا في ابريل 2006م اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة تدعم حرية تحويل الاستثمارات وعائداتها واتفاقية تأسيس مجلس الأعمال السعودي المشترك مع مجلس الغرف السعودية وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموا مضطردا حيث ارتفع حجم صادرات المملكة لسويسرا من 570 مليون ريال عام 2005 إلى أكثر من مليار ونصف ريال عام 2006. ووصل حجم المشاريع الاستثمارية السعودية السويسرية المرخصة من الهيئة العامة للاستثمار إلى 370 مليون دولار حتى عام 2007 وهو ما يعطي مؤشرا قويا على نجاح الجهود التي تبذلها مختلف الجهات في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين المملكة والاتحاد السويسري. وأنشأت المملكة العربية السعودية المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف وافتتحت في 25/6/1398ه الموافق 1/6/1978م حيث يقطن في سويسرا نحو مائة ألف مسلم . وتهدف المؤسسة إلى استمرار إقامة الشعائر الدينية الإسلامية وتعليم القرآن الكريم وبخاصة للأطفال ونشر الوعي والثقافة الإسلامية.