تطلع وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية عبدالفتاح موسى صلاح إلى مزيد من التنسيق المشترك بين وزارات الأوقاف في دول العالم الإسلامي بالقدر الذي يعين على الاهتمام الأكبر في الوقف ورعاية الأوقاف الإسلامية إسهاماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتي تعود بالنفع على أفراد المجتمع ، وقال : إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال :عقد مؤتمرات وزراء الأوقاف بشكل دوري ومنتظم وفي فترات متقاربة ، وتفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات المعقودة بين وزارات الأوقاف وذلك من خلال اللقاء بين اللجان الفرعية على أن تلتقي هذه اللجان مرة سنوياً بالتناوب بين الدولتين . ودعا - في هذا الصدد - إلى إبرام مذكرات تفاهم واتفاقيات بين وزارات الأوقاف التي لا يوجد بينها مثل هذه الاتفاقيات ، وتبادل الزيارات والخبرات الدعوية والتشريعية على مستوى العلماء والدعاة والمختصين ، وإرسال وفود من العلماء إلى الدول الغربية تشجيعاً لفكرة الحوار والتبادل الثقافي والتواصل مع الجاليات الإسلامية في تلك الدول 0 وأكد عبدالفتاح صلاح : أن القرارات والتوجيهات التي اتخذها الوزراء في المؤتمرات السابقة أسهمت في دعم مسيرة العمل الإسلامي ، وخصوصاً في مجالات الأوقاف المتعددة ، وقال : كان لهذه المؤتمرات أثر كبير في تعزيز التعاون بين وزارات الأوقاف وترسيخ فكرة الوقف وبيان أهميته وضرورة المحافظة عليه ، كما أسهمت هذه المؤتمرات في تداول الخبرات في مجال الدعوة والعمل الإسلامي ولكننا نتطلع إلى استمرار هذه المسيرة والنهوض بها ، خاصة وأن الأمة الإسلامية تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية تتطلب استنهاض جميع الخبرات والطاقات لتحقيق نتائج اقتصادية فاعلة من خلال برامج الأوقاف المختلفة . وأثنى معاليه على التنسيق القائم بين وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية ، متطلعاً إلى المزيد وخصوصاً في مسائل : التنسيق مع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية من خلال ممثليها للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات للتداول والبحث في أفضل السبل لبيان الصورة الحقيقة للإسلام وصد الهجمات عليه ورد الاتهامات الموجهة له من خلال الحوار والندوات وورش العمل ومن خلال القنوات الإعلامية المختلفة ، والتأكيد على ضرورة الحوار بين الديانات السماوية انطلاقاً من القواسم المشتركة بين أتباع هذه الديانات مما يؤسس قاعدة واسعة للالتقاء بين هذه الديانات على المشترك في خدمة المجتمع الإسلامي دون المساس بالتميز العقدي والاستقلال الفكري ، إضافة إلى تأكيد الاعتراف وتقبل الآخر والاحترام المتبادل . وطالب بالتركيز على عنصر الفكر التنويري لدى الشباب وحمايتهم من الانحراف والجمود والانغلاق والتبعية ، وتحذريهم من مخاطر الإرهاب والغلو والتطرف ، وترسيخ الولاء والانتماء الوطني والإبداع والمشاركة والبحث العلمي وذلك من خلال المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم والمراكز الإسلامية ودور القرآن الكريم إضافة إلى الأنشطة الترفيهية والرياضية المختلفة . وحث صلاح على الاهتمام بقضايا المرأة ومناهضة كل صور العنف التي توجه ضدها والاستفادة من طاقاتها في مجالات التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتمكين مشاركتها في المجالات الاجتماعية كافة ضمن الثوابت والضوابط الشرعية وإنشاء وحدات إدارية في وزارات الأوقاف تعنى بقضايا المرأة وشؤونها وقد تنبهت وزارة الأوقاف الأردنية لهذا الأمر ، حيث تم إنشاء مديرية للشؤون النسائية لرعاية شؤون المرأة ومتابعة قضاياها وتنظيم عمل الواعظات في مختلف أنحاء المملكة . وفي ذات السياق ، اعتبر وزير الأوقاف الأردني التنسيق بين وزارات الأوقاف في المحافظة على الأوقاف الإسلامية وتنميتها واستثمار أموالها أمر مهم جداً ، وقال : كان التنسيق بين وزارت الأوقاف ثمرة من ثمرات المؤتمرات السابقة والذي تمثل في المملكة الأردنية الهاشمية بإنشاء مؤسسة عامة لتنمية أموال الأوقاف تتمتع باستقلال مالي وإداري حيث تركزت جهود المؤسسة على تنفيذ عدد من المشروعات التجارية والسكنية ، والزراعية على الأراضي الوقفية الصالحة للاستثمارات ، بحيث تؤول منفعة هذه المشروعات مستقبلاً للأوقاف مع احترام شرط الواقف فيما يتعلق بصفة الاستعمال والإنفاق من هذه الأموال على البرامج الوقفية . وفي نهاية تصريحه ، نوه معاليه باستضافة المملكة للمؤتمر ، وأنه لا يخفى على احد أهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة في مجال العمل الإسلامي ومناصرة القضايا العربية والإسلامية على مختلف المستويات وفي جميع المحافل الإقليمية والعربية والدولية سواء من خلال المؤتمرات ووسائل الإعلام المختلفة ومن خلال المطبوعات والنشرات نظراً لما تتمتع به المملكة من احترام دولي كبير وعلى مختلف الأصعدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله والذي كان لدعوته لعقد مؤتمر حوار اتباع الديانات لهي خطوة تاريخية كان لها أثر كبير في تجسير الفجوة بين أتباع الديانات وتعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال مع الالتزام بالثوابت في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الإنسانية .