أعلن الجيش الباكستاني أنه مستعد لخوض حرب مدن دامية ضد مسلحي حركة طالبان في وادي سوات، في وقت أيد فيه قادة البلاد السياسيون العملية الجارية هناك، من جانبها توعدت طالبان بالرد وأكدت أنها لن تستسلم. وقال المتحدث باسم الجيش أطهر عباس إن الهجوم البري بدأ الآن في المدن والبلدات، بعد أن كان خلال الأيام الماضية متركزا في المناطق الريفية، مضيفا أن الحرب مستمرة مهما كلف الأمر . في هذه الأثناء أعلن وزير الإعلام الباكستاني قمر الزمان كايرا أن الأحزاب السياسية في البلاد أيدت العملية العسكرية ضد المسلحين في سوات. ونقل تلفزيون جيو الباكستاني أمس عن كايرا أن الأطراف السياسية وافقت بالإجماع على القرار المتعلق بالعملية العسكرية في سوات. وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قد دعا القوى السياسية إلى مساندة الجيش في عملياته بوادي سوات، وقال جيلاني مخاطبا مؤتمرا للقادة السياسيين البارزين في إسلام آباد (إذا لم يلعب الشعب والأحزاب السياسية دورهم الحقيقي لحل القضية فلن يتسنى التوصل إلى حل دائم). وتوعد جيلاني بمواصلة الهجوم على مقاتلي طالبان حتى يتم القضاء عليهم وتحقيق السلام، مؤكدا أن الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني يحقق تقدما وأنه سيبذل كل جهد ممكن لمساعدة النازحين جراء المعارك. وكان جيلاني قد أمر القوات الأمنية (بالتخلص) من مسلحي طالبان في الوادي في السابع من مايو الجاري بعد أيام من انهيار اتفاق سلام هش بعدما وسع المسلحون من نفوذهم ليشمل منطقة بونير الواقعة في شمال غرب باكستان على بعد مائة كلم من إسلام آباد. وعلى الصعيد الميداني أعلنت القوات الباكستانية اليوم أنها قتلت 15 مقاتلاً آخرين من حركة طالبان في إطار العملية التي تنفذها القوات الأمنية الباكستانية في مدينة ماتا ومناطق أخرى من سوات، بعد أن تحدثت تقارير إعلامية أمس عن مقتل 27 من مسلحي طالبان بينهم ثلاثة من القادة، إضافة إلى ثلاثة جنود في مواجهات بوادي سوات. كما استهل الجيش الأسبوع الرابع من عمليته العسكرية بغارات عنيفة شنتها مقاتلاته الحربية على مخابئ المسلحين وخطوط إمداداتهم في وادي سوات، مشيرا إلى أن قواته تضيق الخناق على مينغورا عاصمة سوات بعد يوم من سيطرتها على مدينتي كانغو وماتا. في المقابل توعدت طالبان بمقاومة الهجوم العسكري. وقال المتحدث باسمها في سوات مسلم خان لأسوشيتد برس إن مقاتلي الحركة سيواصلون القتال حتى آخر رمق، وحتى تحقيق هدفهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، مشددا على أن الحركة تسير في الطريق الصحيح. وتقول السلطات الباكستانية إن أكثر من ألف مسلح و46 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم على مناطق دير السفلى وبونير ووادي سوات بشمال غرب البلاد في السادس والعشرين من الشهر الماضي. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للتقديرات الحكومية بشأن خسائر طالبان. وحسب جيش باكستان يخوض نحو 15 ألف جندي معارك ضارية مع ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف مقاتل من طالبان مزودين بمختلف أنواع الأسلحة. إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين النازحين منذ أغسطس الماضي تجاوز مليوني شخص. وحذرت اليوم الاثنين من أن الأزمة التي تشهدها باكستان، نتيجة عملية النزوح يمكن أن تكون أسوأ عملية نزوح منذ سنوات.