نظم نادي جدة الأدبي الثقافي أمس ندوة ثقافية اجتماعية تربوية بمناسبة اليوم العالمي للأسرة الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية مشاركة مع دول العالم لدعم الأسرة وبرامجها تحت عنوان ( التغييرات التي طرأت على الأسرة السعودية والمجتمع ) بحضور أكثر من 120 شخصية ثقافية واجتماعية وتربوية ومتخصصين في مجالات الأسرة . وأكدت الخبيرة التربوية والكاتبة المتخصصة في شؤون الأسرة والطفل والمجتمع فريدة فارسي على أهمية المشاركة في هذا اليوم مشيرة إلى أهمية الأسرة كنواة أساسية في المجتمع وحقها في التمتع بالمساعدة والدعم باعتبارها الخلية الجماعية الطبيعية . وأضافت أن القرارات الأممية حثت على رفع مستوى الأسرة من اجل تحقيق الأهداف التنموية والحفاظ على كيانها وإعدادها الإعداد الأمثل مشددة على أن الإسلام اهتم بالبيت المسلم واعتبر الأسرة هي حجر الزاوية في بناء المجتمعات القوية والمتقدمة وبالتالي فان دورها ريادي في عملية النهوض وقيادة المجتمعات. وأشارت إلى أن الأسرة هي مشروع مجتمعي إنساني متكامل يجب أن يتحقق فيه البعد التربوي الذي يتمحور في التأهيل والبناء والتربية الصحيحة لمواجهة التغييرات والتحديات التي تستهدف تفكيك الأسرة المسلمة . وأكدت أن اليوم العالمي للأسرة هو يوم رمزي تعارف عليه المجتمع الدولي للنظر في أحوالها وواقعها وحشد الدعم اللازم للنهوض بها داعية إلى أهمية التواصل الأسري بين الأبناء والآباء والأقارب لان غياب التواصل في ظل التطورات الحضارية أفقدت الكثير من الأدوار التي كانت تقوم به الأسرة . واستعرضت الفارسي عدداً من المشكلات التي تواجه الأسرة من أبرزها تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج وارتفاع نسبة الطلاق ودخول المرأة مجال العمل وتقلص دور الرجل في المسؤولية المفروضة عليه شرعا تجاه أسرته مما جعل للأسرة مجرد شكل اجتماعي بدون روح حيث غابت الكثير من مفاهيم الرعاية والحماية وغابت مشاعر المودة والرحمة مما انعكس سلبا على الأبناء وخلفت تلك المشاكل شريحة واسعة من الشباب غير الواعي من لجوء البعض منهم إلى التدخين او تعاطي المخدرات او فشله في حياته الدراسية . ودعت فريدة فارسي الى أهمية تأسيس مجلس أعلى للأسرة يضم شخصيات بارزة ومفعلة لوضع برامج تعمل على رعاية الأسرة والاهتمام بالمرأة والطفل ووضع إستراتيجية وطنية للنهوض بواقع الأسرة السعودية والعمل على استقرارها وتماسكها في ظل الثوابت الأصيلة المرتكزة على المنهج الإسلامي لاسترداد السكينة بين الزوجين وغرس مفاهيم المودة والرحمة واستلهام الحقوق والواجبات وترتيب الأدوار والعلاقات تحقيقا لمقاصد الاسرة المسلمة .