لم يعهد علي ألمانيا الحريصة على علاقتها الوطيدة بتل أبيب استقبال مسؤول من الدولة العبرية بأسلوب بالغ البرود مثلما جرى يوم الخميس مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان.وختم السياسي اليميني الإسرائيلي المتطرف جولة أوروبية شملت إيطاليا وفرنسا والتشيك، ووصل إلى برلين ليجد أن مضيفيه من الرسميين الألمان قد اختصروا برنامج زيارته في حدود ضيقة، وامتنعوا عن اللقاء العلني أو عقد مؤتمر صحفي معه. والتقى ليبرمان لمدة ساعة مع عدد من الشخصيات البارزة في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ)، وعقب اللقاء قال رئيس اللجنة روبريشت بولنز لصحيفة دير تاجسشبيغيل الصادرة أمس الجمعة إنه تأكد أن القضية المحورية في ذهن وزير الخارجية الإسرائيلي هي المواجهة بين المسلمين المعتدلين والمتشددين وليس النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتوقع بولنز المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل أن تتضح المعالم الرئيسة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد لقاء رئيسها بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بواشنطن في الثامن عشر من الشهر الجاري. وتعجب ممثل الحزب الاشتراكي بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني جيرت فايسكيرشين من تأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي في اللقاء على أن توجيه ضربة عسكرية لإيران يمثل خيارا حتميا. ورأت ممثلة حزب الخضر المعارض باللجنة كريستين مولر أن امتناع الحكومة الإسرائيلية عن إعلان تأييدها الواضح لحل الدولتين وتخليها عن مشاريعها الأستيطانية سيجعل الاتحاد الأوروبي يبدأ في تنفيذ قراراته الداعية لتجميد علاقاته مع إسرائيل. من جانبه تعمد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اللقاء بالزائر الإسرائيلي خارج وزارته في أحد مطاعم برلين مساء يوم الخميس، وتجنب شتاينماير عقد مؤتمر صحفي مع ليبرمان وتعلل (بتأخر الوقت ).