في الأمر ما يدق ناقوس الخطر لأن الوفاء انعدم وأصبح غائباً مما يؤسس لبذره خبيثة فيصبح المستقبل مظلماً ومليئاً بالمخاوف، انني كنت ولا زلت اشعر بالاحباط من كثير من البيروقراطيات القاتلة التي اصلت لدينا عدم الوفاء حتى بعد الرحيل، لن أطيل في تطويع الكلمات التي تتحدث عن صور التفاؤل امام عيني، لأنني اشعر بالاحباط فقد اسهبنا في الكتابة عن هكذا موضوع ولكن يحدوني الأمل وهذا ما دفعني للكتابة، ومضمون رسالتي انه كانت هناك مبادرة انسانية رائعة خرجت من رحم جامعة عريقة وعنيت هذه المبادرة بتكريم الرواد من لهم بصمات على العلم، وهو برنامج بدأته الجامعة ابان ادارة معالي الدكتور الصالح تخليداً لآثار هؤلاء وابداعاتهم.. ويشمل التكريم علماء ومفكرين ورموز تربية وتعليم، ويعد هذا عملا نبيلاً وفاءً وعرفاناً لجيل يعز تكراره، جيل قدم عصارة جهده وافكاره المباركة ونذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وأود القول بكل صدق وصراحة وشفافية ان لجنة التكريم هذه تبذل جهوداً مقدرة لاختيار الرواد المتميزين اعترافاً بفضلهم واسهاماتهم في وضع لبنات النهضة الادبية والاجتماعية وقد تابعت باهتمام تكريم شخصيات علمية رفيعة من أمثال العلامة الشيخ عبدالله بن حميد والد الدكتور صالح رئيس مجلس القضاء الاعلى والاديب الرائد الاستاذ محمد سعيد عبدالمقصود خوجة، والشيخ الخليفي والاستاذ صالح جمال وغيرهم كثير. وكان لهذ اللجنة دور كبير في تعريف الجيل الجديد بتلك النماذج التي اسهمت بكل صدق واخلاص في كثير من المجالات وتوقف التكريم عند محمد عبدالرزاق حمزة والاستاذ عبدالله عريف ثم فضيلة الشيخ حسن مشاط وقد حزنت كثيراً لايقاف هذه اللجنة لاسيما انها تضم نخبة من أساتذة لهم خبرة في معرفة كثير من الأسماء، هذه رسالتنا وكلنا أمل أن يعود هذا البرنامج وأن تعود تلك اللمسة الجميلة من هذا الصرح المكي وفاءً وعرفاناً ونحن نشهد صفحة من صفحات الابداع والنجاح والشموخ. من الأعماق الدكتور مسفر بن غرم الله الدميني رئيس وحدة البحوث في كلية اصول الدين بالرياض ورئيس قسم السنة وعلومها سابقاً، تحية تقدير لكلماتك الصادقة التي تقول ان كثيراً من الناس اليوم يصدقون كل ما يسمعون من أخبار لا لصدق المخبر والناقل لها بل لأنها توافق هوى في أنفسهم، فيتولون نشرها بكل سذاجة وكأنه لا يصيبهم شيء من الاثم فيما اقترفوه! ان تقوى الله تعالى تلزمك ان لا تتكلم الا بما تراه حقاً وعدلاً، والا كنت مشاركاً في الاثم، وقادحاً في عرض ذلك الذي نقلت الاخبار الكاذبة عنه، واشعت عنه قصصاً باطلة انت تعرف كذبها وزيفها. وهذا الأمر ليس خاصاً بعرض اناس دون آخرين، بل يشمل الناس كل الناس، فليس لك ان تنقل او تنشر من الأخبار الا ما ظهر لك صحته، وثبت عدالة ناقله وصدقه، فإعراض الناس حرام كحرمة أموا لهم ودمائهم ولا فرق، فكما أنه لا يجوز لك أن تسرق مال آخر او تهرق دمه فكذلك عرضه وسمعته وشرفه حرام عليك هو الآخر ان تطعن فيه، ولا تقل (سمعت هذا من الناس ولا ادري عن صحته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع).