سيطرت قوات الجيش سيطرت على مدينة رئيسة في منطقة بونير بوادي سوات المضطرب شمالي غرب البلاد, بعد إعلان حركة طالبان باكستان وحركة تطبيق الشريعة تعليق اتفاقهما مع الحكومة بشأن وقف القتال. وقال متحدث عسكري إن قوات الجيش الباكستاني سيطرت على مدينة دكر التي تعد أهم مدن بونير بعد أن أنزلت مروحيات جنودا وراء خطوط مقاتلي حركة طالبان في ثاني يوم من الهجوم على مقاتلي الحركة. وأضاف المتحدث أن قوات الجيش قامت بتأمين المدينة. وأضافت المصادر أن العملية لا تزال متواصلة من أجل السيطرة على بقية المنطقة. وقال شهود عيان في بونير إنهم شاهدوا الجنود وهم يستخدمون الحبال من المروحيات في عملية إنزال وراء خطوط المقاتلين. وأفاد أحد الشهود بأن عملية الإنزال حدثت سبع أو ثمان مرات. وكان المتحدث العسكري الباكستاني اللواء آثار عباس توقع أن يستغرق الهجوم أسبوعا لإنجاز ما سماه عملية تطهير منطقة بونير ممن سماهم نحو 500 متشدد. وقال في مؤتمر صحفي في راولبندي إن هدف الهجوم هو (القضاء على المتشددين في بونير وطردهم منها)، مشيرا إلى أن الجيش استخدم الطائرات والمروحيات لاستهدافهم في الجبال المحيطة بوادي بونير. وأشار عباس إلى أن نحو عشرة جنود و75 مسلحا قتلوا في العمليات في بونير، إلا أن هذه الأرقام لم تتأكد من مصدر مستقل. وأفاد مصدر مطلع في إسلام آباد بأن الجيش الباكستاني ما زال منتشرا في وادي سوات حيث يخشى سكان المنطقة من تفاقم الوضع، خاصة بعد إعلان تعليق اتفاق حركتي طالبان وتطبيق الشريعة وقف الاقتتال. وكانت الحكومة قد وقعت اتفاقا مع مقاتلي طالبان عرف باتفاق ملكند نص على التزامهم بعدم مقاتلة الحكومة مقابل السماح لهم بتطبيق الشريعة بعد عامين من تطبيقها بالقوة في منطقة وادي سوات. في المقابل نقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن الناطق باسم زعيم حركة تطبيق الشريعة الإسلامية صوفي محمد أن حكومة الإقليم الشمالي الغربي وعاصمته بيشاور وافقت على تأسيس دار للقضاء في وادي سوات التي كانت المشكلة الرئيسة التي أدت إلى تفجر الوضع في الوادي. ودفعت الحملة العسكرية آلاف المدنيين إلى مغادرة منازلهم الواقعة في مناطق المواجهة وسط تأكيد منظمة العفو الدولية -ومقرها لندن- أمس أن نحو 33 ألف شخص غادروا منازلهم في منطقة دير السفلى في اليومين الماضيين. وامتدحت وزارة الدفاع الأميركية تحرك السلطات الباكستانية العسكري ضد مسلحي حركة طالبان. وقال المتحدث باسمها جوف موريل إنه (بالضبط الرد المناسب). وذكر المتحدث أن واشنطن تشجع مثل هذه الجهود معربا عن أمله بأن تتمكن إسلام آباد من مواصلة العمليات. يشار إلى أن الحكومة الأميركية درجت على تشجيع باكستان على التحرك ضد مسلحي طالبان -الذين كانوا يتلقون في السابق دعما من الاستخبارات العسكرية الباكستانية- باعتبارهم يشكلون خطرا على بلد يمتلك أسلحة نووية.