عقد المشاركون في الندوة العلمية(التعليم وتطوره في غرب أفريقيا) التي تنظمها رابطة العالم الاسلامي، والمؤسسة العالمية للاعمار والتنمية امس الأول جلسة العمل الأولى لمناقشة المحور الأول من محاور الندوة (بدايات التعليم وطبيعته في غرب أفريقيا). وترأس الجلسة معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، حيث افتتحها بكلمة شرح فيها رسالة المسلم في هذا العصر، وبين أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً برسالة الاسلام التي يجب بمقتضاها أن يعرف كل مسلم في العالم سبب وجوده ، ومهمته في الحياة، مذكراً بأن المسلمين الأوائل الذين أتقنوا فهم رسالة الاسلام أبدعوا في مختلف العلوم ، وتفوقوا على الأمم والشعوب الأخرى التي استفادت من علومهم. وقال معاليه: لقد اختارت الرابطة موضوع هذه الندوة عن التعليم وتطوره في غرب أفريقيا، لأن التعليم هو وسيلة المعرفة وأساسها، معربا عن الأمل في أن تسهم الندوة وبحوثها العلمية في تطوير مؤسسات التعليم في جميع بلدان غرب أفريقيا، وأضاف: ان رابطة العالم الاسلامي سوف تتابع مسيرة التعليم في هذه البلدان بحيث يحقق نهضة علمية شاملة في هذه القارة، بعد ذلك ناقش المشاركون في الندوة خمسة بحوث هي: - منطقة غرب أفريقيا، طبيعتها وخصائصها الحضارية والسياسية، وقد أعد للندوة الدكتور حسن مكي محمد أحمد ، مدير جامعة أفريقيا العالمية في السودان ، وألقاه نيابة عنه فضيلة الشيخ الدكتور منقذ السقار، الباحث في رابطة العالم الاسلامي، ومعلم التربية الاسلامية في غرب أفريقيا وتحديات المستقبل، وهو بحث استعرضه الدكتور عبدالمهيمن محمد الأمين، الأستاذ في الجامعة الاسلامية في النيجر، والتعليم العربي الاسلامي في غرب أفريقيا بين الماضي والحاضر (النيجير أنموذجاً) للدكتور علي يعقوب ، الأستاذ بالجامعة الاسلامي في النيجر، والكتاتيب وحلقات القرآن الكريم ودورها التعليمي في أفريقيا، للباحث الدكتور الطيب بن عمر ، وتطور التعليم الحديث في غرب أفريقيا وآفاقه المستقبلية (اللغة العربية أنموذجاً) للدكتور إبراهيم سالي، منسق قسم اللغة العربية في جامعة ماكريري بكلية الآداب بمعهد اللغات في أوغندا. وقد ركزت البحوث التي نوقشت على أثر الاسلام في الحضارات التي شهدتها بعض بلدان أفريقيا، والنهوض العلمي والتعليم فيها ،الذي انتشر شرق القارة وغربها بسبب تنقل العلماء وهجراتهم من بلد إلى آخر لنشر العلوم الإسلامية. وأبرزت البحوث أثر الحركات العلمية التي ظهرت في السودان ومصر وتونس والمغرب في نشر ثقافة الاسلام والعلوم المختلفة في القارة. وتناولت البحوث رصداً للمناهج التعليمية المتبعة في مقررات التعليم العربي والاسلامي في أفريقيا، ومنها المناهج التقليدية التي تقوم على التلقين، ولا سيما في المدارس القرآنية وحلقات العلوم الاسلامية، كما أبانت من خلال المقارنة أثر تلك المناهج التقليدية مع مناهج التعليم المعاصرة في التطور الحضاري الإنساني. وبينت البحوث مدى اهتمام دور العلم التقليدية بتعليم العلوم الاسلامية في سائر بلدان غرب أفريقيا، ولا سيما علوم القرآن الكريم والحديث النبوي والفقه والتفسير، حيث برز في هذه البلدان على مدى التاريخ علماء أفذاذ كان لهم أثر في النهوض الحضاري في القارة الأفريقية. وأوضحت البحوث أن فترة الاستعمار لغرب أفريقيا حدث من استمرار التعليم فقد حارب المستعمرون اللغة العربية ونشرها ، وأحلوا محلها لغاتهم ، وفرضوا قيدواً صارمة على استيراد الكتب العربية من البلدان الاسلامية، ومنعوا افتتاح المدارس العربية إلا بعد الحصول على اذن من السلطات ، وقد قام المستعمرون باحصاء كتب العلماء بغرض حصرها وفرض الرقابة عليها ، فقد كان للعلماء دور ريادي في قيادة حركات المقاومة ضد الاستعمار، وتوعية الشعوب الافريقية المسلمة بخطر الاستعمار على الاسلام والمسلمين. ومما أوصى به الباحثون: - تقديم الدعم المادي الاسلامي لمؤسسات التعليم في بلدان غرب أفريقيا، وتكثيف الجهود لتأهيل المثقفين ودفعهم لتولي عملية التعليم في العلوم المختلفة، ودعم الجامعات التي تدرس العلوم الاسلامية والعلوم العصرية وتبادل الخبرات معها ، وفتح المكتبات في جميع مدن بلدان غرب أفرقيا، والتركيز على ايجاد مكتبات عامة للمطالعة والدراسة، وتشتمل على كتب ومصادر في جميع العلوم، وتحقيق التعاون والتنسيق بين مؤسسات التعليم في غرب أفريقيا ووزارات التربية والتعليم والثقافة في البلدان العربية والاسلامية وتنفيذ الأنشطة الجماعية المشتركة للنهوض بالتعليم في أفريقيا. ، وتزويد مؤسسات التعليم الأفريقية بمناهج المهارات التي تنمي عملية التعليم، واعطاء الأولوية في التعليم المدرسي والجامعي لاتقان الدارسين للغة العربية لارتباطها بدين الاسلام وعطائه الحضاري.