إذا ما نظرنا الى خطوات مشروع بناء مجتمع المعرفة والصناعات المعرفية في هذه البلاد الطاهرة نجدها قد قطعت شوطاً كبيراً ترعاها قيادة حكيمة وواعية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.. وهذه الرعاية الكريمة تمثلت في انجازات كثيرة وكبيرة على مستوى النهوض بالتعليم والتأهيل المحكم للكوادر الوطنية حتى باتت اليوم تساهم مساهمة فعالة في رفعة ونهضة وطنها، كما تمثلت هذه الرعاية الكريمة ايضاً في منجزات عملاقة على صعيد ترسيخ مجتمع المعرفة والصناعات المعرفية في الاهتمام بنشر التعليم في كل الأصقاع على كافة المراحل حتى أصبح التعليم في متناول الجميع في أي موقع كانوا فيه في القرى والهجر والسهل والجبل ثم جاء الاهتمام بالتعليم العالي وتوسعت المملكة في الجامعات لتنتشر في المناطق كافة مع تركيز خاص على المجال التقني اضافة الى برامج ابتعاث خارجي وداخلي لمزيد من صقل المعرفة واكتساب التجارب. وبالفعل هناك مشاريع ناجحة تعزز من هذا التوجه مثل انشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والدعم الكبير لقطاع التعليم الفني والمهني والتقني ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام ومشروع الحكومة الاليكترونية بالاضافة الى التوجه الكبير لانشاء المزيد من الجامعات في المملكة فضلاً عن ما أعلنت عنه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مخصصات مالية ضخمة للاستثمار في بناء منظومة العلوم والتقنية والابتكار في المملكة وخطط ومشاريع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع. كل هذه الانجازات التعليمية تدفع باتجاه ما أعلن عنه وزير التربية والتعليم من استراتيجية وطنية للتحول الى المجتمع المعرفي تعتمد على القدرة الوطنية للابتكار وكفاءة الانتاج والتنافسية العالمية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال ثروة بشرية مبدعة وبيئة تقنية متطورة وانشاء بنية تحتية حديثة ومحفزة. انها مرحلة معرفية انطلقت بالفعل وسنجني ثمارها قريباً في مجتمع معرفي ونهضة تزينها الصناعة المعرفية.