أكبر تحدٍ يواجه به حلف الأطلسي روسيا هو المناورات العسكرية التي سيجريها الحلف في جورجيا أهم الجمهوريات السوفيتية السابقة ، وهذه المناورات تحمل دلالة رمزية كبيرة وهي أن السطوة السوفيتية التي تحاول جمهورية روسيا الاتحادية تقمصها الآن قد زالت وإلى الأبد. وهذه الخطوة جاءت بعد خطوات كثيرة تمت على انقاض الأمبراطورية السوفيتية السابقة ، أولها كان انسلاخ الدول الأوروبية التي كانت مكونة مع روسيا دول حلف وارسو وانضمت هذه الدول إلى حلف الأطلسي بما فيها بولندا التي كانت مقراً لقيادة حلف وارسو العسكرية. ثم جاء انسلاخ بعض الدول التي كانت مكونة للامبراطورية السوفيتية ومنها دول البلطيق الثلاث ، تبع ذلك استقلال بعض الجمهوريات ومنها جورجيا التي تشكل اليوم نقطة ساخنة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية. وبدأت المواجهة في هذا البلد بعد أن جاءت الانتخابات بنظام موالٍ للغرب ويؤيد انضمام جورجيا إلى حلف الأطلسي مما أغاظ موسكو التي شنت حملة عسكرية على جورجيا التي تعتبرها جزءاً من نطاق نفوذها. وقبل ذلك وضعت الولاياتالمتحدة خطة لنشر دروع صاروخية في الدول التي كانت سابقاً ضمن حلف وارسو مما رأته موسكو تهديداً مباشراً لها ، ودفع بروسيا إلى الحديث عن تطوير صواريخها وربما اجراء تجارب نووية جديدة. ولكن رغم هذا الغضب الروسي الا ان الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي ماضيان في خططهما .. فروسيا لم يعد ذلك البلد الذي يخيف الغرب أو يعرقل خططه. وفي الشهر المقبل ستجري مناورات الأطلسي رغم الانتقاد الروسي فروسيا لم تعد تملك اسناناً تخيف بها الغرب ولا تملك عضلات يمكن أن تستعرضها أمام القوة الغربية فقد أصبحت محدودة التأثير حتى في السياسة الدولية التي كانت يوماً ما من أكبر المؤثرين في مجرياتها.